الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 09:01

الكذابون الثلاثة ... والسلام الخليجي المجاني مع إسرائيل/ بقلم: أحمد حازم

احمد حازم
نُشر: 21/09/20 09:31,  حُتلن: 10:50

كل أشهر السنة لها حكايات مأساوية عند الشعب الفلسطيني، لكن شهر أيلول/سبتمبر شهد أحداثاً مميزة أبعد من المآسي. صحيح أن الفلسطينيين أطلقوا عليه لقب " أيلول الأسود" بسبب مجازر تم ارتكابها بحخقهم، ولا سيما مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا في العام 1982.إلاّ أنه شهد أيضاً أحداثاُ سياسية كانت علامات فارقة في التاريخ الفلسطيني. فقد تم فيه توقيع اتفاق أوسلو في عام 1993، وهبة الفلسطينيين لرفض افتتاح نفق تحت المسجد الأقصى عام 1996، واندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 وانسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.
 وتمر الأيام والسنين لبعود علينا أيلول بصفته السوداء، لأنه شهد توقيع اتفاق استسلام بين رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد الإمارات محمد بن زايد. صحيح أن بن زايد وآل خليفة هما أحرار فيما يفعلونه من سياسات لبلديهما وهذا شأنهم، لكنهم ليسوا أحراراً فى امتطاء موجة "القضية الفلسطينية"واتخاذها ذريعة لعملية العار التي ارتكبوها، وأكثروا من الحديث عنها ليظهروا بمظهر المدافع عنها. كلهم كذابون : نتنياهو، بن خليفة وبن زايد. وأقوالهم تكشف كذبهم.

في السادس والعشرين من الشهر الماضي، التقى عاهل البحرين مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في العاصمة البحرينية المنامة، ودار الحديث حسب وكالة أنباء البحرين، حول تبادل العلاقات بين البحرين وإسرائيل. حيث أكد ملك البحرين، حسب الوكالة، "على التزام البحرين بمبادرة السلام العربية التي تنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات". وهذا يعني" نظرياً" أن تصريح العاهل البحريني يعتبر رفضا ضمنيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في وقت قريب.

ملك البحرين، وحسب الوكالة نفسها، شدد خلال الاجتماع مع بومبيو على “أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لحل الدولتين الذي يحقق السلام العادل والشامل والمؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

لكن يبدو بالفعل أن كلام الليل يمحوه النهار، ونسي آل خليفة كل ما قاله، وأعربت البحرين عن مواقف أخرى مغايرة تماماً لما قاله الملك. هذا هو الكذب بعينه. ففي الثاني عشر من الشهر الجاري صرح وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي "بأن إعلان السلام بين مملكة البحرين وإسرائيل خطوة تاريخية وهامة تجاه إحلال السلام، وهو خطوة واقعية. كلام كذب بكذب لا مثيل له. كيف يمكن أن يكون التفاق الإستسلام غير المشروط خطوة واقعية لصالح الفلسطينيين في وقت لا تزال فيه إسرائيل تكثف بناء المستوطنات، وتقتل وتسجن ونعتقل حسب مزاجها وتقصف عشوائيا في غزة في أي وقت تشاء؟ هل هذه هي الواقعية بنظر البحرين؟ وتستمر البحرين في كذبها بالقول:" أن اتفاق البحرين وإسرائيل يساعد على إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا المبادرة العربية". ما هذا الكذب على شعب البحرين؟ إسرائيل رفضت كلياً المبادرة العربية فكيف يمكن أن يخدم سلام البحرين وإسرائيل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إذا كانت إسرائيل من الأساس رافضة للمبادرة العربية؟ أي كذب هذا؟

وفيما يتعلق بالإمارات، فهي أكثر كذباً من البحرين. في الثالث عشر من شهر آب/أغسطس الماضي، أعلن ترامب عن توقيع ما أسماه "اتفاق سلام تاريخي" بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، ينص على "وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفى ذلك وأكد أن الضم "أرجىء" فقط ولن يتم إلغاؤه. والإتفاق في حقيقة الأمر لا علاقة له بالسلام بل ضد السلام، وليس ضد الضم بل معه، لأن تبادل كامل للعلاقات مع إسرائيل يعني اعتراف الإمارات بأن القدس عاصمة لها، ويؤكد شرعية الإحتلال.

وثيقة رسمية إسرائيلية صادرة عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية كشفت أن اتفاق تل أبيب وأبو ظبي على التطبيع لا علاقة له بمشروع الضم مطلقاً كما ادعت الإمارات. وقالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (مكان) إن الوثيقة تحدد مجالات التعاون المحتمل مع الإمارات، وأن إسرائيل مهتمة بتوسيع التعاون الأمني وتكثيف التعاون العسكري بينهما في البحر الأحمر، وفيما يتعلق بكذب نتنياهو قال ديوانه إن الاتفاق مع الإمارات لا يتضمن أي صفقة أسلحة تحصل من خلالها أبو ظبي على طائرات إف-35، وديوانه لا ينطق عن الهوى إنما بتنسيق معه. صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مصادر أميركية قولها إن اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات يتضمن بندا سريا تحصل بموجبه الإمارات على مقاتلات حربية.

وقالت الصحيفة إن هذه المقاتلات ستكون من طراز "إف- 35" (F-35)، فضلا عن طائرات مسيرة تعد من الأكثر تطورا وبقيمة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، مبينة أن ذلك كان شرطا وضعته أبو ظبي مقابل إتمام اتفاق السلام.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة