الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 15:02

الخطيئة السابعة.. صرخة تحذيرية في واد الخيانة الزوجية / ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 18/09/20 13:17,  حُتلن: 17:58

يعالج الكاتب الروائي الانجليزي سمرست موم. في روايته الخطيئة السابعة. موضوعا خطيرا هو الخيانة الزوجية. اما وصفه لها بالخطيئة السابعة، فان هذا يعود الى انها الوصية السابعة بين الوصايا العشر في الكتاب المقدس. وهي: لا تزن.

يفتتح موم روايته هذه بحوارية بين امرأة وعشيقها. بعد ان شعر الاثنان باكرة الباب وهي تتحرك واعتقدت المرأة ان من حركها هو زوجها. نفهم من هذه الحوارية كل ما يريد الكاتب ايصاله الينا. وينتهي هذا الموقف وكأنما شيئا لم يحدث الا ان ما يحدث في الواقع عكس ذلك. الزوج وهو طبيب في مهنته. يكتشف خيانة زوجته ويخبرها انه يمتلك كل الادلة على خيانتها له. ويخيرها بين امرين كلاهما مرّ. اما ان ترافقه الى بلدة منكوبة بالكوليرا. واما ان يفضحها ويفضح عشيقها. وبين هذين التخييرين يتوصل معها الى خيار ثالث هو ان تطلب من عشيقها. المتزوج اصلا. ان يرتبط بها. الزوجة تتوجه الى عشيقها. لتكتشف ان كل ما كان يقوله لها عشيقها ما هو الا كلام في كلام. ولتجده يشجعها على مرافقة زوجها الطبيب الى مدينة الكوليرا. مدينة الموت. في هذه الاثناء نعرف عبر عودة الى الماضي ان هذه الزوجة وافقت على ارتباطها بزوجها الطبيب لسبب ابعد ما يكون عن الحب، وانها انما ارادت ان تتزوج منه لان اختها ستتزوج قريبا.

بعد ان تكتشف الزوجة عبث حبيبها المعبود. توافق على مرافقة زوجها الى مدينة الموت. وهناك تكتشف انسانية زوجها، عبر تقدير الجميع له ولعطائه للأهالي المنكوبين، بل انها تكتشف انسانيتها خلال تطوعها لمساعدة الاخوات الراهبات في مواجهة وباء الكوليرا القاتل.

ما ان تستقر امور هذه الزوجة حتى تجد نفسها وقد فقدت زوجها.. بعد ان توفي بعدوى. سرعان ما يوحى اليها انه قد يكون جرّب مصلًا جديدا للكوليرا على نفسه. هذه المرأة تعود الى هونج كونج. لتعرض عليها زوجة عشيقها المغفلة ان تقيم معها ومع زوجها في شقتهما. بعد تردد توافق الزوجة. لتكتشف مدى نذالة عشيقها وخداعه لها اكثر فاكثر. تقرر هذه المرأة الزوجة العودة الى مسقط راسها. وهناك تقرر مرافقة والدها المحامي الى الجزائر. لكن هذه المرة بعد ان تكون قد تعلّمت الدرس تماما. وثابت إلى رُشدها.

كما في رواياته السابقة. منها ليلة غرام. يبرع موم في تقديم الحبكة القصصية. كما يبرع في تقديم الشخصيات. حد انك تكاد تلمسها بيدك. وتشعر انك تعرفها. هذه الرواية اشبه ما تكون بفيلم سينمائي. يصوّر حياةً كاملةً. لها بدايةٌ وسطٌ ونهاية. رواية ممتعة. مشوّقة وجديرة بالقراءة.

*صدرت عام 1985 ضمن روايات الهلال القاهرية. وهذه هي قراءتي الثانية لها.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com


مقالات متعلقة