الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 05:02

النظام الإماراتي .. والرهان الخاسر-فادي أبوبكر

-فادي أبوبكر
نُشر: 05/09/20 23:57

النظام الإماراتي .. والرهان الخاسر
نقل تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال بتاريخ 13 آب/أغسطس 2020 عن مسؤولين أميركيين " أن الاتفاق الذي يقضي بإنشاء علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تم الانتهاء منه بناءً على مكالمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، وقال السيد بن زايد في المكالمة ، وفقًا لمسؤولين كانوا يستمعون "هذا أفضل خبر في عام 2020 ، ولم يكن عاماً جيداً".
ما ينبغي أن نعيه جيداً هنا هو أن تآكل النظام الإماراتي دفع به للسطو على مصالح القضية الفلسطينية التي تعتبر من المصالح العليا للأمة العربية بتفويض أميركي، وباتت قياداته تنشد الحفاظ على عروشها من خلال الاقتطاع من حقوق الأخوة والأشقاء في التاريخ والدم، مراهنةً على فرضية انهيار الوعي القومي وغياب الشارع العربي.
تدلّل سياسة النظام الإماراتي على حالة التدهور والضعف، ومثل هذا الرهان لم يكن .. ولن يكون، حيث أن الشارع العربي والإسلامي وإن كان يشكو من حالة الضياع، فإنه لم يصل مرحلة الغياب.
إن ضياع الشارع العربي والإسلامي وعدم غليانه بحجم الحدث يعود إلى ضياع الشارع الفلسطيني الذي يعاني من تجاذبات وتنافرات كبيرة بفعل الانقسام السياسي الفلسطيني ، حيث أن جهود كبيرة لا بد أن تبذلها المنظومة الرسمية على المستوى الفلسطيني الشعبي أولاً والدبلوماسية الشعبية ثانياً، وذلك في سبيل إنعاش وإحياء الشعوب العربية والإسلامية.
وتحتاج الدبلوماسية الشعبية الفلسطينية إلى تكثيف عنفي أكبر من أي وقت مضى، بحيث تضمن تأليب الشعوب على الأنظمة التي تتنصّل من التزاماتها السياسية والقانونية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، وتهديد مصالحها والمصالح الإسرائيلية – الأميركية المرتبطة بها.
واهم هذا النظام الإماراتي الذي يراهن على غياب الشارع العربي ، لأنه يستمد نبضاته من الشارع الفلسطيني الذي وإن عانى شيئاً من الترهل فهو دوماً ما يعود لنشاطه وحيوته، وكما قال الشهيد صلاح خلف ( أبو إياد) : " إن الشعب الفلسطيني قد ينكسر، وقد ينتصر وقد يصمد، ولكنه ينفجر وإذا انفجر فإنه يحاسب وحسابه يكون عسير وعسير جداً".
رسّخت تضحيات شعبنا الجسام وصموده الملحمي على أرضه وتصميمه على نيل حقوقه الهوية والدولة الفلسطينية على الخارطة السياسية للعالم أجمع، ولن تُحدث فعلة النظام الإماراتي تأثيراً سوى أنها ستزيد دسم حليب الوطنية الفلسطينية لمواليد 2020 وما بعده.

فادي أبوبكر
كاتب وباحث فلسطيني
 

مقالات متعلقة