الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 22:01

وباء الكورونا سيظل معنا ما دام نتانياهو رئيسًا للوزراء/ بقلم: خميس أبو العافية

خميس أبو العافية
نُشر: 05/09/20 10:42,  حُتلن: 14:44

خميس أبو العافية في مقاله:

الكورونا وباء خطير وفتاك مما يستوجب مجابهته بشتى الوسائل والمعدات الطبية (موجودة بوفرة)

القضاء على الكورونا يستلزم اتخاذ قرارات سريعة وغير شعبوية وهذه الميزات غير متوفرة بشخص بنيامين نتانياهو الذي يُذكرنا بتصرفاته بالملك لويس ال ١٤، الذي قال "الدولة هي انا، وانا الدولة" 

وباء الكورونا سيظل معنا ما دام نتانياهو رئيسًا للوزراء. قبل اربعة أشهر وقف بنيامين نتانياهو امام وسائل الإعلام المحلية متباهيًا بأن العالم "اصبح مشدوهًا حيال كفاءة تعاطينا مع وباء الكورونا!!.".
اليوم انقلبت الدفة واصبح العالم قلقًا من تبوء اسرائيل اعلى مرتبة في نسبة المصابين يوميًا بوباء الكورونا. اما "الساحر" نتانياهو فيلتزم الصمت ويتخبط في كيفية التعاطي مع هذا الوباء الذي يعتبر اكبر تحدٍ عرفته اسرائيل منذ إقامتها.

عجز نتانياهو وعدم قدرته على إتخاذ القرارات الشجاعة والضرورية بشأن الحد من تفشي الوباء هو نواة المأساة. خبراء في تحليل شخصية نتانياهو يعزون ذلك الى نرجسية الرجل وحبه لذاته الى حد جعل البعض يقولون إنه يتخذ القرارات وفق مصلحته السياسية-الشخصية، ناهيك عن انه شخصية قابلة للإبتزاز ولا يصمد أمام الضغوطات الممارسة عليه.
ولربما ان كثيرين من زعماء العالم يرون فيه شخصية طيّعة، وهو ما يفسِّر تجنُّد الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين - الذي تربط بلاده علاقات استراتيجية وطيدة مع ايران،سوريا وتركيا- أكثر من مرة لمساعدة بنيامين نتانياهو في جولات انتخابية سابقة لضمان استمراره في سدة الحكم. ففي جولة الانتخابات الثانية، التي أُجريت قبل عام بالضبط قدم بوتين الفوز لنتانياهو على طبقٍ من ذهب عندما ساهم مساهمةً جبارة في إحضار رفات الجندي زخاريا باومل (الذي اختفت آثاره في معركة السلطان يعقوب في لبنان عام ١٩٨٢)، من سوريا الى اسرائيل في خضم المعركة الانتخابية مما منح نتانياهو ورقة رابحة، مكنته من التلويح بهذا الإنجاز امام الناخب الإسرائيلي. وهناك من يعتقد في اروقة المعارضة السياسية ان بوتين ساعد نتانياهو ليقينه بأن الأخير شخصية قابلة للضغط عليها ومن السهل التعامل معها.

من هنا، نرى وجود صلة ورابط ما بين طباع الرجل ونرجسيته وتردده في إتخاذ القرارات المؤلمة لكبح جماح جائحة الكورونا التي عادت من جديد لتضرب أطناب جميع المرافق الحياتيّة. فنتانياهو، على ما يبدو، يتخذ القرارات التي تناسب مصالحه الذاتية دون اي اعتبار لمصلحة الدولة. فمن منا لا يذكر التهديد الذي أطلقه الحاريدي(اليهودي المتزمت دينيًا)، وهدد فيه نتانياهو بمحاسبته اذا لن يسمح لعشرة الاف يهودي بالسفر الى اوكرانيا للسجود على قبر "نحمان من براسليڤ"، (وّلي يهودي لديه طاقات خارقة وفق ادعاء انصاره)، فبعد هذا التهديد اعلن نتانياهو أنه بصدد إيجاد حل يُرضيهم!!!!، وذلك رغم تحذيرات البروفيسور چامزو من مغبة السماح لهؤلاء بالسفر الى الخارج والإلتقاء في محيط قبر ذاك الولي اليهودي.

الكورونا وباء خطير وفتاك مما يستوجب مجابهته بشتى الوسائل والمعدات الطبية (موجودة بوفرة)، ناهيك عن القرارات الشجاعة وهذا ما يفتقر اليه نتانياهو النرجسي. القضاء على الكورونا يستلزم اتخاذ قرارات سريعة وغير شعبوية وهذه الميزات غير متوفرة بشخص بنيامين نتانياهو الذي يُذكرنا بتصرفاته بالملك لويس ال ١٤، الذي قال "الدولة هي انا، وانا الدولة". الكورونا بحاجة الى صاحب قرارات لا تُتخذ بحسب الإستطلاعات والمُنجمين بل وفق مصلحة الدولة والمجتمع.. من هنا،يعتقد الكثيرون ان الوباء باقٍ هنا ما بقيّ نتانياهو في سدة الحكم. 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة