الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

البعد العربي في معادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي/ بقلم: غسان عبدالله

غسان عبدالله
نُشر: 19/08/20 16:34,  حُتلن: 18:47

من الغباء والسذاجة بل من الوهم مجرد التفكير او الاعتقاد ان هذا التطبيع الاماراتي- الاسرائيلي قد يجلب للامارات المتحدة وللقضية الفلسطينية المنفعة بحجج واهية وذرائع بالية!

فحسب الادعاء الاماراتي بتطبيعها مع اسرائيل هدفه التنميه والازدهار والتقدم التكنولوجي ، وكأن بلادهم ستنعم بالمن والسلوى !!.

بلا شك ادعائهم هذا ما هو اللا ذر الرمال بالعيون وبعيدا عن الحقيقه وعن غايتهم. بالاضافه الى الانجاز العظيم بوقف ضم الاراضي الفلسطينيه للسياده الاسرائيليه !!
يبدو ان هذا الوهم وهذا التفكير الاعوج سيمتد ويغزو دول عربيه اخرى تحت نفس الحجج والذرائع ومنها السودان والسعوديه ودول اخرى والتي ما زالت بمرحلة العشق والغزل .
فلا عجب عندما صرح بالامس القريب وزير خارجية السودان ان التطبيع مع اسرائيل سيضع السودان في الصداره ومن الدول المتقدمه تكنولوجيا قد تفوق مصر.
حقيقة ان هذا الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي ما هو اللا تجسيدا وتكريسا للذل وللعار وللانبطاح والهدف منه اكبر واخطر من كل ادعاءاتهم وحججهم ، فهو تطبيعا سياسيا بحتا وبامتياز ، وفقط لارضاء اسيادهم في البيت الابيض وارضاءا لابنتهم المدلله المسماه اسرائيل ، لتفتيت الوطن العربي على قاعدة النظريه البريطانيه " فرق تسد" ، وتحديدا من اجل ان تخدم ترامب ونتنياهو في هذه الفتره المتزامنه مع مع اقتراب الانتخابات الامريكيه وايضا الاسرائيليه لرفع رصيدهما وفوزهما بالانتخابات ، وبالتالي من اجل البدء بالتحضير للسيناريو الذي يليه وهو الفصل الثاني من المؤامره ، اي بمعنى التفرغ لصفقة القرن بدءا من ضم الاراضي الفلسطينيه تحت السياده الاسرائيليه.

حقيقة ان القضيه الفلسطينين كانت وما زالت وعبر التاريخ منذ عام 1948 تاخذ البعد الوطني الفلسطيني في معادلة صراعها مع الاحتلال الاسرائيلي ولم تاخذ يوما البعد العربي او الاسلامي ، بل كانت بعض الدول العربيه في البيئه الاستراتيجيه المحيطه كانت تمنع شعوبهم من المشاركه في مشروع المقاومه لتحرير فلسطين والقبض على من يحاول التسلل عبر الحدود وزجه في السجون وخاصة في العقود الاخيره من هذا الزمن العربي الرديء ، ان الشعب الفلسطيني هو الذي بقي لوحده جريحا في ارض المعركه مضحيا بالروح والدم ومتمسكا بمقدساته الاسلاميه والمسيحيه وبالاقصى المبارك ولم تكن يوما الامارات ولا اي دوله عربيه او اسلاميه انتفضت او حركت ساكنا عندما كان الاقصى يدنس ببساطير الاحتلال او عندما كانت ابوابه تغلق وتمنع به الصلاة ويسكت صوت الله اكبر.
ولا اعلم ان كانو هم جميعا يدركون اصلا ان الاقصى هو اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول العربي !!
الشعب الفلسطيني هو المذبوح من الوريد الى الوريد والذي نزفت دمائه بكل بقعة في العالم لتعمد الارض الفلسطينيه فداءا لثرى فلسطين ومهرا لدولة فلسطين.
الشعب الفلسطيني هو الذي يرزح تحت نير الاحتلال وبطشه واضطهاده ، هو المبعد عن وطنه والمعذب على ارضه ، ويبقى هو رأس الحربه الصامد الصابر المرابط والقابض على الجمر متحديا بصدره العاري اكبر ترسانة حربيه بالعالم واثقا بعدالة وقدسية قضيته ليواجه كل المؤامرات الاماراتيه وغيرها بايمانه الراسخ . 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مرعي مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com    

مقالات متعلقة