الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 16:02

سلام الأنظمة وسلام الشعوب/ بقلم: محمد سلامة حسن

محمد سلامة حسن
نُشر: 19/08/20 13:32,  حُتلن: 13:45

النظام المصري وقع اتفاق كامب ديفيد مع اسرائيل منذ ٤٤ عاما ، ولكن ٩٩٪؜ من المصريين لم يطبّعوا مع إسرائيل ..الأردن وقع اتفاق وادي عربة مع اسرائيل منذ ٢٦ عاما ، ولكن ٩٩٪؜ من الأردنيين لم يطبّعوا مع اسرائيل ...منظمة التحرير كذلك وقعت اتفاق اوسلو مع اسرائيل منذ ٢٦ عاما كذلك.. ولكن الشعب الفلسطيني برمته في فلسطين التاريخية يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تحت تأثير الاحتلال ..
السلام الحقيقي هو سلام الشعوب النابع عن قناعة ..
والسلام مع الأنظمة سلام مزعوم لا يمثل إلا صُنّاعه..

الأنظمة توهم شعوبها أنها صنعت سلاما ولكنها حققت لإسرائيل حالة لا حرب ولا عدوان وهذا يكفيها لتبقى قائمة ...وإسرائيل توهم شعبها أنها صنعت سلاما مع أعداء الأمس ومستمرة في ذلك ولكنه سلام موهوم ومصطنع غير حقيقي ...
إسرائيل في الواقع تُرَحّل أزمتها وزوال احتلالها بالتطبيع مع العرب القابلين للترويض والتطبيع وما أكثرهم في زماننا هذا ...وقد نسي ساسة اسرائيل أو تناسوا هم ومن يطبعونهم أن قضية فلسطين والقدس والأقصى قضية فلسطينية عربية إسلامية إنسانية ، لا تموت بفعل التقادم ، ولا تنتهي بفعل الواقع المفروض قسرا عن أصحاب الحق ...إن قضية فلسطين قضية التوحيد والطاعة والعبادة والإخلاص والحق والتجرد مقابل الظلم والبغي والعدوان والعصيان ، إنها قضية الأجيال المؤمنة منذ منذ بناء الأقصى بعد المسجد الحرام بأربعين عاما وستبقى كذلك حتى يزول عنها آخر محتل ، وعندها سيفرح المؤمنون بنصر الله ، بالتمكين والتحرير ، ورفع العلم الفلسطيني فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس.

وفي الختام ، كل دارس للتاريخ وكل قارئ لسنن الله الكونية يدرك أن الأنظمة تزول وتبقى الشعوب ، وكل اتفاق بُني على باطل لا يدوم طويلا ، لأن ما بني على باطل فهو باطل.

سلام الأنظمة مصطنع تحكمه المصالح وليست المبادئ وهو آيل إلى الزوال بزوال الأنظمة ، أما سلام الشعوب فهو باق ببقاء الشعوب ودوامه تحصيل حاصل ، لأن الفطرة السليمة لعموم الناس أقوى من الأنظمة الفئوية المنتفعة في أضيق الحدود والحلقات .
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة