الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 08:02

ما المخرج للازمة اللبنانية الراهنة..؟!

بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 16/08/20 11:47,  حُتلن: 13:26

واجه لبنان أزمات كثيرة في تاريخه، ومرّ بحروب اهلية عدة واجتياحات اسرائيلية متتالية، وتعرض لضغوط شتى. واليوم يواجه أزمة أخرى تضاف إلى أزماته المتعددة بعد الانفجار الهيروشيمي في مرفأ بيروت، واستقالة الحكومة اللبنانية الحالية، وعقب الاحتجاجات الشعبية التي شهدها الشارع اللبناني ضد الفساد والمفسدين ولأجل الاصلاح السياسي والاقتصادي. وكانت هذه الاحتجاجات ارغمت حكومة الحريري على الاستقالة، وتراجعت حدتها في أعقاب تشكيل حكومة حسان ذياب وتفشي وباء كورونا، وتجددت بشكل أوسع وأعنف بعد كارثة بيروت.

والسؤال المطروح : هل الأزمة الراهنة هي الأكبر والأصعب والأسوأ، وهل ثمة مخرج لها؟!

في ظني لكي يخرج لبنان من أزمته الراهنة الاسوأ في تاريخه، هو عدم الرضوخ للقوى الامبريالية والاستعمارية ومنعها من التدخل في شؤونه الداخلية، والقضاء على كل مظاهر الطائفية البغيضة والفساد السياسي الإداري، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية من خارج المنظومة الحالية، تعمل على إجراء انتخابات نيابية مبكرة، بعيدًا عن المحاصصة الطائفية، واتخاذ تدابير عاجلة لاستعادة المال العام المنهوب، ووضع برنامج ضريبي عادل، وصياغة مشروع اقتصادي بديل للنهوض بالاقتصاد الوطني اللبناني وقطاعاته المنتجة كبديل للسياسات الاقتصادية المتبعة منذ بدايات التسعينيات من القرن الماضي، فضلًا عن ضمان الحماية الاجتماعية للمواطن اللبناني وتأمين حقه في العمل والسكن والعلم والصحة والتقاعد والحفاظ على البيئة.

لقد استوعب لبنان صدمة انفجار المرفأ وهول الكارثة التي حلت ببيروت وتعامل معها منذ البداية، ونجح إلى حد كبير في إطفاء الحرائق خلال وقت قصير جدًا، تمثل باستقالة الحكومة، وبذلك خاب أمل الأعداء والمتربصين بلبنان والمتآمرين عليه.

وعلى ضوء ذلك فإن واجب القوى والاوساط السياسية اللبنانية تجاوز الأزمة الحالية بتحقيق الاصلاحات الجذرية وتحقيق المشروع الوطني والإنساني الذي يخدم المجتمع والشعب اللبناني. وإننا لعلى يقين أن لبنان وطن الثقافة والأدب والشعر والزجل والغناء والموسيقى قادر على استعادة عافيته ومواصلة الحياة الطبيعية.

مقالات متعلقة