الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 11:02

ليتكم تهتمون بقضايا شعبكم وليس بالشذود الجنسي

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 27/07/20 09:19,  حُتلن: 17:23

لأديان الثلاثة (الإسلام النصرانية واليهودية) تحرم ممارسة الشذوذ الجنسي، الذي يطلق عليه أيضاً "مجتمع الميم" و"المثليون" في محاولة لتجميله. والأديان الثلاثة تعتبر الشذوذ الجنسي خطيئة. في الديانة اليهودية، تعتبر ممارسة السلوكيات الشاذة جنسياً بين الذكور، فاحشة وخطيئة كبيرة يجب الامتناع عنها. وقد ورد في العهد القديم قصة هلاك مدينتي (سدوم وعمورة) بسبب خطايا أهلها، ومنها شذوذهم الجنسي، وهذا واضح تماماً في (سفر التكوين، الإصحاح 19)، "إذ دمرها وأحرقها الله بالكامل وجعل السماء تمطر ناراً وكبريتا بسبب عدم توبتهم عن خطاياهم".الكنيسة الكاثوليكية تمنع منح سر الكهنوت للمثليين، ولا تسمح للمثليين من الرجال والنساء دخول سلك الرهبنة. او لكنيسة الرومانية الكاثوليكية تعتبر الممارسة المثلية الجنسية خطيئة إذ تراه "ضد القانون الطبيعي".

على الصعيد الإسلامي، وردت عدة آيات في القرآن الكريم تحرم ممارسة النشاط الجنسي من نفس الجنس في سورة الأعراف بالآية: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ﴾ [7:80] والآية:﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴾ [7:81] ويرى المسلمون أن الشذوذ الجنسي"إضرار بالصحة والخلق والمثل الاجتماعية وانتكاس للفطرة ونشر للرذيلة وإفساد للرجولة وجناية على حق الأنوثة، ويرون بها خراب الأسرة وتدميرها".

فإذا كان أيمن عودة وعايدة توما ينتمون لأحد هذه الأديان، فمن المفترض أن يكون موقفهم سلبي من الشذوذ الجنسي، لكن يبدو أنهم في واد والأديان الثلاثة في واد آخر. هذا الموقف من الثنائي (عوده وتوما) ليس بجديد، فلهما سوابق عديدة يعرفها مجتمعنا العربي، (مثل موقفهما المؤيد لمصنع طحينة في الناصرة أعلن عن دعمه لهذه الفئة الشاذة في المجتمع العربي) . لكن كلمة حق يجب أن تقال بحق نواب "القائمة العربية الموحدة" أنهم رفعوا صوتهم عالياً ضد الشذوذ الجنسي حتى أن الحركة الإسلامية (الجنوبية)، التي ينتمون إليها، اتهمت المؤيدين "للمثليين" في بيان لها نشره موقع العرب في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، بأنه "تشجيع لنشر الفاحشة والشذوذ بين الناس وإجرام بحق الدين والمجتمع".
وذهبت الحركة في غضبها إلى أبعد من ذلك مستخدمة لهجة شديدة في الهجوم على أعضاء المشتركة المؤيدين للمثليين:"نقول للذين ساهموا في شرعنة وتمرير هذا القانون: إنكم تشاركون بانتشار الانحراف والانهيار الأخلاقي وأبشع أنواع الفواحش التي تهدد الوجود الإنساني بأكمله، وتهدد مكانة وتماسك الأسرة العربية، التي هي أهم أركان بنائنا الاجتماعي".

النائب أحمد الطيبي، أرسل لي تسجيلاً عن مقابلة إذاعية أجريت معه حول هذا الموضوع. سمعت المقابلة، لكني لم أقتنع أبداً بما سمعته منه، لأن الإمتناع عن التصويت يعني إفساح المجال للموافقة، وهو أيضاً تهرُّب من قول الحقيقة كما هي. وما قاله فضيلة الشيخ كمال خطيب في مقاله " قانون دعم الشذوذ- مبارك ما جاكم يا مصوتي القائمة المشتركة" الذي نشره موقع العرب في الثالث والعشرين من الشهر الحالي هو تعبير عن حقيقة. والحقيقة هي كما ورد في المقال: "إن من تغيّب عمدًا هو كمن صوّت لصالح القانون، وكمن يلعب على الحبلين، لا بل كمن قال الله عنهم: مذبذبين بين ذلك، لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء"
موقف أيمن عودة وعايدة توما كان واضحاً، لكن موقف العربية للتغيير والتجمع كان ظاهره امتناعاً وحقيقته مؤيداً. والسبب واضح تماماً: القانون تم تمريره بفارق ستة أصوات، ولو أن نواب التجمع الثلاثة، ونواب العربية للتغيير الثلاثة والنائبان يوسف جبارين وجابر عساقلة، صوتوا ضد القانون لتم إفشال تمريره. لكن هؤلاء هم الذين عملوا على تمرير القانون، الأولى بكم يا سادة الإهتمام بقضايا شعبكم، الذي يعاني من سياسة هدم البيوت، ويعاني من استفحال الجريمة حيثُ بلغ عدد القتلى في المجتمع العربي حتى كتابة هذه السطور خمسة وخمسون قتيلاً منذ مطلع العام الحالي. (والحبل عالجرار) فأين أنتم من كل هذا؟ أم أن الشذوذ الجنسي نقطة مهمة في برنامجكم الإنتخابي؟ إستحو يا بشر.

لنعد سنتان إلى الوراء. الهيئة العامّة للكنيست صادقت في العشرين من شهر يونيو/حزيران عام 2018 بالقراءة الأولية (التمهيدية) على مشروع قانون يدعم حقوق مثليي الجنس في البلاد، وحظر التمييز على أساس الميل الجنسي، هذا االإقتراح قدّماه عضوا الكنيست دوف حنين ( الجبهة ) وميخال روزين (ميرتس). وقد صوّت نوّاب الجبهة لصالحه فيما قاطعه باقي اعضاء المشتركة من العربية للتغيير والتجمع) والقائمة العربية الموحدة . فما الذي جرى يا أعضاء التجمع والعربية للتغيير؟ لماذا غيرتم رأيكم هذه المرة وسمحتم بتمرير القانون؟ هل وراء الأكمة ما وراءها، أم أن هناك حاجة في نفس يعقوب؟ أسئلة مشروعة بحاجة إلى جواب.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة