الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 13:01

اهمية التربية الجنسية للأولاد في الاسرة والمدرسة-الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 01/07/20 21:56,  حُتلن: 00:10

بودي ان اكتب عن موضوع باعتقادي يهم كل واحد منا وهو التربيه الجنسيه للأولاد , وهذا الموضوع كتبت عنه في الماضي ولأهميته استعرضه امامكم مرة اخرى , فأولادنا يتعرضون الى تأثير كم هائل من الافلام الاباحية من محطات التلفاز والانترنت والبلفونات وغيرها من وسائل الاتصال الى اغراءات جنسيه كبيره وأحيانا يقعون ويتورطون في مشاكل وارتكاب مخالفات جنسيه يعاقب عليها القانون الجنائي وخاصة الابناء في سن المراهقة نتيجة عدم توجيه وإرشاد الاهل او المدرسه لهم والتحدث في هذا الموضوع , لأنه ما زال "طابو " ونخجل أن نصارحهم به اعتقادا منا أن الاولاد لا يعرفون عن هذا الموضوع أي شيء بالرغم من انهم يعرفون معلومات كثيرة من وسائل الاتصال بشكل مغلوط أو صحيح , وتجد فرق شاسع بالمواقف والأفكار بين عصر الانفتاح التكنولوجي الذي يعيشه الابناء وبين التربيه المحافظه التي يعيشها الأهل ولذا على الاهل اللحاق بالركب الحضاري والتوفيق بين تربيتهم المحافظه وعصر الانفتاح الذي يعيشه الابناء وعليهم تغير المواقف بما يتناسب مع تطورات المرحله ألراهنه التي نعيشها , فما كان في الماضي من " طابو" وعدم التحدث عن موضوع التربيه الجنسيه اصبح اليوم من متطلبات وضروريات العصر التحدث به حتى نحمي اولادنا من مخاطر الاغراءات الجنسيه المنتشرة بكثرة في وسائل الاتصال.فأصبح من الواجب على الاهل والمدرسة وضع برمج تثقيفية للتربية الجنسيه حتى يحموا اولادهم من اضرار ومضاعفات سلبيه لما يبث وينشر من اغراءات جنسيه من اجهزة الاتصال , ويجب على الوالدين الإلمام بالثقافة الجنسية حتى لا يخطأ أحدهم في إعطاء إجابات غير كافية للأبناء عن دور الجنس في الحياة العامة .

يجب البدء بالتربية الجنسيه في المدارس ما دامت عائلاتنا غائبة عن هذا التثقيف الجنسي الصحيح , ولتحقيق التطور وكي نصل الى تغيير الوضع السائد الذي أدى بنا الى فوضى الجهل , فلا غنى عن السير خطين متوازيين , المحور الثقافي والمحور التربوي الخاص .ومن خلال عملي في مكتب مراقبه سلوك الاحدث سابقا , فان المشكلات الجنسيه تشكل نسبه كبيره من المشكلات الاجتماعية التي تصل الى مكاتب الخدمات الاجتماعية ومكاتب مراقبة سلوك الاحداث والشرطة وهذه المشاكل الجنسيه تكون مترافقة على الغالب مع مشاكل نفسيه تعود جذورها الى الطفولة الاولى والتي تقع فيها المسؤولية كاملة على الوالدين , ولكن يجب أن لا ننسى أن للمدرسة دورا في ترميم أخطاء الاسرة خاصة أن المجتمع بكل مؤسساته التربويه والتثقيفية يجب أن يكون حاضرا في كل هم اجتماعي وما يحدث في بعض البيوت العربية من تحرش جنسي وزنا محارم والذي يحصل أحيانا في الشوارع الخلفيه من خطف واغتصاب اطفال أو نساء او حتى الشباب احيانا وما نسمع به ونقرأ عنه من شذوذ في بعض المدارس ومنها نسب الطلاق العالية , إلا نتيجة الاخفاق التربوي والثقافي والاجتماعي في شتى المجالات وتحديدا الاخفاق في التربية النفسية – الجنسية للطفل المراهق .

المناهج المدرسيه يمكنها أن تتناول موضوع التربيه الجنسيه بتكامل تام وتدرج مترافق مع المرحله الدراسية للطالب بأن يضع المختصون برامج للتربية الجنسيه التي تتلاءم مع كل مرحله من مراحل جيل الطلاب .

على الاهل أن يعوا اننا في مرحلة انفتاح على العالم من خلال وسائل الاتصال وان سياسة المحافظه لن تجدي بعد وعدم التحدث عن موضوع التربيه الجنسيه يضر ضررا كبيرا بأولادنا ويجب أن نواجه هذا الموضوع بشكل علمي وشجاع حتى نحميهم من مضاعفاته السلبية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة