مُعَلَّقَاتِي الْمِائَتَانْ {140}مُعَلَّقَةُ الطَّرِيقِ إِلَى اللَّهْ
شعر / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
أَنَبْتُ إِلَيْكَ وَزَادَ الْيَقِينْ = فَوَفِّقْ فُؤَادِي بِدُنْيَا وَدِينْ
أَنَبْتُ إِلَيْكَ بِنُورِ الصَّفَاءِ = وَنُورِ النَّقَاءِ الْجَمِيلِ الْمُبِينْ
أَنَبْتُ إِلَيْكَ بِقَلْبِي .. حَبِيبِي = فَأَدْخِلْ سُرُورِي بِقَلْبِي الْمَتِينْ
أَنَبْتُ إِلَيْكَ فَثَبِّتْ فُؤَادِي = وَرُوحِي فَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُعِينْ
أَنَبْتُ إِلَيْكَ فَلَا تَتْرُكَنِّي= فَرِيسَةَ شَهْوَةِ وَغْدٍ لَعِينْ
أَنَبْتُ إِلَيْكَ وَهَذَا سَبِيلِي = سَبِيلُكَ رَبِّي وَلَنْ أَسْتَكِينْ
أَنَبْتُ إِلَيْكَ بِذَنْبِي فَكْنْ لِي = مُعِيناً إِلَهِي فَهَلَّا تُعِينْ
أَنَبْتُ إِلَيْكَ وَشَوْقِي كَبِيرٌ = وَأَنْتَ الْكَبِيرُ وَعَوْدِي ثَمِينْ
فَرِحْتَ بِعَوْدِي فَلَبَّيْكَ رَبِّي = وَعَوْدِي إِلَيْكَ - إِلَهِي - يَزِينْ
عَرَفْتُكَ .. رَبِّي بِحُزْنِي وَكَرْبِي = تُخَفِّفُ عِبْءَ فُؤَادِي الْحَزِينْ
مَتَى تَصْطَفِينِي تُهَنِّي عُيُونِي = وَأَرْنُو إِلَيْكَ بِفَرْحِ الْعُيُونْ ؟!!!
ظَمِئْتُ إِلَى الْحُبِّ فَاقْبَلْ .. حَبِيبِي = بِحُبِّكَ .. رَبِّي أَنَا أَسْتَعِينْ
رَأَيْتُ الْمَصَائِبَ فِي الْكَائِنَاتِ = فَأَنْأِ فُؤَادِي عَمَّا يُشِينْ
فَلَا تَخْذُلَنِّي أَلَا فَارْضَ عَنِّي = رِضَاكَ الْجَمِيلُ .. إِلَهِي يَقِينْ
جِوَارَكَ خُذْنِي وَرَبِّي أَعِذْنِي = وَكَبِّلْ شَيَاطِينَ خَطْوِي الْمَنِينْ
يَكَادُ فُؤَادِي يُجَنُّ جُنُوناً = إِذَا غِبْتَ عَنِّي وَنِعْمَ الْجُنُونْ
وَكُنْتُ حَزِيناً أَئِنُّ أَنِيناً = أُنَادِيكَ رَبِّي بِهَذَا الْأَنِينْ
عَزِيزٌ عَلَيَّ الْحَنِينُ إِلَيَّ = وَأَفْخَرُ - رَبِّي - بِهَذَا الْحَنِينْ
تَرَكْتُ الْأَنَامَ وَقُلْتُ : " عَلَامَ = أَتُوهُ مَعَ النَّاسِ بَيْنَ الظُّنُونْ ؟!!!
رَجَعْتُ إِلَيْكَ تُكَالِي عَلَيْكَ = وَحَسْبِي رِضَاكَ بِتِلْكَ السِّنِينْ
تَشَكَّرَ قَلْبِي لِإِنْعَامِ رَبِّي = أَضَاءَ الشُّكُورُ فِنَاءَ الْجَبِينْ
وَنَادَيْتُ نَفْسِي عَلَى ظُلْمِ يَأْسِي = أَيَا نَفْسُ بِاللَّهِ مَا تَصْنَعِينْ ؟!!!
خَذَلْتِ فُؤَادِي وَزَادَ عِنَادِي = وَكَبَّرْتِ نَأْيِي مِئَاتِ الْقُرُونْ
حَلَفْتُ بِأَنِّي وَإِبْدَاعِ فَنِّي = وَصِرْتُ أَمِيراً بِدُنْيَا الْفُنُونْ
يَضِلُّ فُؤَادِي بِرَاحٍ وَغَادِي = وَفِي الذُّلِّ وَافَى عَلَى الْبُعْدِ بُونْ
أُغَنِّي وَحِيداً وَأُمْسِي فَرِيداً = بِدُنْيَا الْهَوَانِ وَلَا يَخْدَلُونْ
تَلَاقَتْ عُيُونُ الذِّئَابٍِ وَعَيْنِي = فَطَالَ الْعُوَاءُ وَمَا يَسْكُنُونْ
وَغَطَّ الثَّعَالِبُ فِي النَّوْمِ غَطّاً = عَلَى جُثَّةِ الْوَعْدِ هُمْ يَرْقُدُونْ
يَخُوضُونَ لَهْواً يَنَامُونَ سَهْواً = بِدُنْيَا الْأَرَانِبِ هُمْ يَحْلُمُونْ
زَئِيرُ الْأُسُودِ وَدُنْيَا الْقُرُودِ = يُدَوِّي يَقُولُ: " غَداً تُعْدَمُونْ "
فَلَسْتُمْ بِأَجْوَدَ مِنْ سَابِقِيكُمْ = وَلَسْتُمْ بَأَحْسَنَ مَنْ يَعْدِلُونْ
وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُنَاسٌ تَبَنَّوْا = طَرِيقَ الْهِدَايَةِ لَا يَنْكُثُونْ
وَلَا يَهْدَئُونَ وَلَا يَسْأَمُونَ = وَلَا يَتْعَبُونَ وَلَا يَنْفِرُونْ
تَبَارَكْتَ رَبِّي إِلَهِي وَحَسْبِي = تَبَارَكْتَ يَا نَاصِرَ الصَّابِرِينْ
تُتَابِعُ هَمِّي وَذُلِّي وَغَمِّي = أَلَا تَخْذُلَنْهُمْ فَلَا يُنْصَرُونْ ؟!!!
بِكُوسَتِهِمْ قَدْ أَذَلُّوا الْعِبَادَ = وَنَاخَ الْعِبَادُ بِمَا يَحْمِلُونْ
أَسِيرُ بِقَلْبِي عَلَى صَحْنِ لُبِّي = أُعَبِّي الْهُمُومَ وَهُمْ يَشْرَبُونْ
أَ حِمْلٌ ثَقِيلٌ وَعِيرٌ بَدِيلٌ = جِمَالٌ أَهَلُّوا بِهَا يَبْرِكُونْ ؟!!!
تَأَلَّمْتُ وَالسِّحْرُ عَانَقَ صَحْوِي = وَعَانَقْتُ سُقْمِي الْكَرِيهَ الزَّمِينْ
أَقُولُ : " أَلَا تُفْرِحَنِّي بِبُعْدٍ = وَتُسْعِدُ قَلْبِي كَمَا يَسْعَدُونْ ؟!!! "
أُدَاوِي الْجُرُوحَ وَأُطْفِي الْقُرُوحَ = وَأَتْرُكُ تَنْهِيدَ صَبٍّ رَزِينْ
عَلَامَ اشْتِيَاقِي لِتِلْكَ الْمَآقِي = وَظَبْيِي الْجَمِيلُ بِحُبِّي ضَنِينْ ؟!!!
حَلَاوَةُ نُجْحِي بِعِيدٍ لِفُصْحِ = وَأَيَّامُ نَصْرٍ بِحَرْبٍ زَبُونْ
أَلَا يَطْلَعُونَ أَلَا يَخْرُجُونَ = أَلَا يَكْتُبُونَ أَلَا يَبْصِمُونْ ؟!!!
أَلَا يَشْتَرُونَ الْجَدَاوِلَ حُبّاً = أَلَا يَشْتِلُونَ أَلَا يَغْرِسُونْ ؟!!!
أَلَا يَسْجُدُونَ لِعِزَّةِ رَبِّي = أَلَا يَشْكُرُونَ أَلَا يَحْمَدُونْ
شعر / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
mohsinabdraboh@ymail.com mohsin.abdraboh@yahoo.com