الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 16:02

القرى غير المعترف بها في النقب والمرحلة القادمة

بقلم: د. ثابت ابو راس

د. ثابت ابو
نُشر: 28/06/20 10:43,  حُتلن: 14:33

 د. أبو راس في مقالته: 

*قضايا عرب النقب هي قضايانا جميعا نحن سكان الجليل والمثلث والساحل وقضايا القوى التقدمية في المجتمع اليهودي.

المتابع للأحداث في النقب يدرك ان هناك حراك جديد شعبي مبارك يقوده المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها ولجنة التوجيه لعرب النقب بعد فتور طويل في النشاطات الشعبية امتدت على مدار عدة سنوات. وما المظاهرة الجبارة في الاسبوع الماضي الا ردة فعل اخرى على اعنف الهجمات واشرسها على المواطنين العرب في البلاد منذ النكبة, وترجمة فعلية على جهوزية المواطنين العرب في النقب على التصدي للسياسات الرسمية المتعاقبة والتي لا يمكن قبولها او السكوت عليها اكثر. هذه السياسة تمثلت باستمرار سياسة هدم البيوت حيث تم هدم حوالي 7,500 بيتا، نعم سبعة الاف وخمس مائة بيت، في القرى غير المعترف بها منذ العام 2007. ان هدم البيوت في بير ابو الحمام وفي تل عراد هو رد السلطة الغاضب والسريع على نجاح المظاهرة وتجديد النضال الشعبي ومحاولة افشاله عبر التهديد والوعيد والعودة الى نفس السياسة.

الأسابيع الاخيرة في النقب تذكرنا في نهاية 2011 وبدء النشاطات ضد مخططات برافر. اهم ما في الامر هو التصعيد في التحريض على عرب النقب والذي يقوده حزب يمينا العنصري المتطرف بزعامة الثلاثي، بينت، شكيد وسموتريتش وذراعه الميداني جمعية راغافيم. هذا الحزب المعارض والذي لم يجد له مكانا في حكومة نتانياهو- غانتس، قرر "تنغيص" حياة عرب النقب بنشر الاكاذيب من جهة واستعمال ذراعه المؤسساتي القائم في النقب، حكومة النقب. "حكومة النقب" هو عبارة عن جيش الموظفين الذي يخطط وينفذ السياسات ضد عرب الجنوب في الوزارات المختلفة وله صلاحيات كبيره. الاحزاب اليمينية المتطرفة، وخاصة البيت اليهودي، اهتمت في السنوات الستة الاخيرة بالسيطرة على وزارة الزراعة والتي خولت بتنفيذ السياسات ضد عرب النقب بذريعة تطويرهم. في زيارة ممثلي حزب يمينا الى منطقة النقب قبل اسبوعين ومن على تلة تشرف على القرية غير المعترف بها "عواجان" قرب اللقية لم يتورع الفاشي سموتريش, في تصريحه الصحفي, عن التطرق الى رحم المرأة البدوية والحاجه الى "ابطال مفعوله". تصوروا ماذا كان ليحدث لو تم التطرق لرحم المرأة اليهودية في نيويورك مثلا وفي نفس الكلمات. هذا الفكر النازي الجديد هو ما يطرحه سموتريتش وامثاله اليوم في النقب؟ اليمين الاسرائيلي يرى ان هناك تفاؤل معين في اوساط بعض النشطاء العرب في الجنوب الذي ظهر بعد اسناد موضوع معالجة قضايا البلدات العربية والقرى غير المعترف بها عرب والمسؤولية عن "سلطة تطوير البدو"لوزير الاقتصاد، عن حزب العمل، عمير بيرتس ابن المنطقة والذي تربطه علاقات ودية مع ابناء النقب العرب والذي يعرف المنطقة وقضاياه جيدا.

الوزير بيرتس سارع الى دعوة قيادات نقباوية وعلى رأسها قيادة المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها واطلاق التصريحات الايجابية الامر الذي اثار حفيظة اليمين الاسرائيلي. وما الهجمة المتجددة على عرب النقب المتمثلة بتصعيد التنكيل، توزيع اوامر الهدم وهدم البيوت.

الفعلي الا ردة فعل اولى "لحكومة الجنوب" على هذه التصريحات. وسيعمل اليمين المتطرف كل ما في وسعه لمنع اي تقدم او تفاهم بين عمير بيرتس وعرب النقب وممثليهم. الوزير عمير بيرتس، ومع نواياه الطيبة سيواجه صعوبة في تغيير سياسات واشخاص تجذرت في القمع والتنكيل بسكان القرى غير المعترف بها. مع ان هناك حاجة ماسة الى تكثيف التواصل والحوار معه الا اننا بحاجة الى تكثيف النضال ضد الحكومة وسياستها ضد عرب النقب. النضال الشعبي كان وما زال حجر الاساس لأي نضال يجب القيام به بقيادة لجنة المتابعة واحزابها وحركاتها السياسية. هذا ليس بديلا، بل مكملا، للتخطيط البديل التي تقوده منظمات المجتمع المدني والنضال السياسي في الكنيست والتي تقوده القائمة المشتركة. القرى غير المعترف بها وسكانها على مفترق طرق. بل هناك فرصة لأحراز مكتسبات وانتصارات تضمن الاعتراف والحياة الحرة الكريمة لسكان هذه القرى. وحدة الناس وتلاحمها مع القيادة ووضوح الرؤية والتضحية هي الاركان الاربعة المطلوب ضمانها الان من اجل احداث التغيير واجهاض مخططات السلطة في الترحيل والتركيز. انا على ثقة ان الجماهير التي احبطت مخطط برافر وسلب اراضي عرب النقب في العام 2013 قادرة الان على ضمان الاعتراف بالقرى غير المعترف بها. السياسة الرسمية الاسرائيلية ومن اجل اضعافنا عملت وتعمل على شرذمة شعبنا ومواجهته كمجموعات صغيره من السكان، وهذا ما تريده في النقب. بل اكثر منى ذلك تحاول شرذمة السكان العرب في النقب وتقسيمهم الى عشائر ومناطق واستغلال تناقضات عشائرية لتمرير سياساتها. لجنة المتابعة للمواطنين العرب بمركباتها كانت وستظل خيمتنا جميعا. لذلك من المهم التأكيد ان قضايا عرب النقب هي قضايانا جميعا نحن سكان الجليل والمثلث ومدن الساحل وقضايا القوى التقدمية في المجتمع اليهودي التي تؤمن بالمساواة والسلام. قدما تحو تصعيد النضال الشعبي وتكثيفه نصرة لإخوتنا في النقب.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة