تُزهقُ روحٌ في اللدِّ؛ فلا أتناولُ بسكويتَ الصباحِ، وأجعلُ قهوتي مُرَّة.
تُقتلُ فتاةٌ في الطيرة،
أو في شفا عمرو،
أو في الناصرة ،
أو في النقب ،
أو في آخر بقعة من كوكبِ الأرض؛
فأُخاصمُ أحمرَ شفاهي الزاهي، وأسجنُ يدي اليمنى؛
لأنها لم تتمردْ وترفعُ سيفَ العبوديةِ، عن رِقابِ النساء.
يعتدي آثمٌ على مربيةٍ لم تبدأْ بخطِّ معالمِ رسالتِها بعد؛
فأغلقُ كتبَ التاريخِ، وأحفرُ بالطبشورِ خندقا للهروبِ الآمن.
تخفقُ إشراقةُ الصباحِ في بعثِ السعادةِ في نفوسِ المحزونينَ؛
فألومُ نفسي على كسلِها، في فتحِ كلّ المنافذِ لاستقبالِ أشعةِ الشمس.
ترحلُ الضحكاتِ عن وجوهِ الأطفالِ في اليمنِ،
والشامِ،
وفلسطين،
والعراق،
والسودانِ،
وكل بلاد العرب والعجمِ،
فأشعرُ بالذنبِ؛ لأني منحتها جوازاتِ سفرٍ وهمية.
يمنعُ الغربُ الهواءَ عن الشرقِ؛
فأشعرُ بالذنب، على كل ما يقترفُه أبناءُ آدم وحواء في أرضِ الله.
ثم؛ ثمَّ
أعودُ الى قوقعتي وأسأل نفسي:
ما سرُّ هذا الشعورِ المقيتِ بالذنبِ؟
أهو فيضٌ من الإنسانيةِ ابتليَتْ الروحُ به؟
أم هو اختلالٌ في النفسِ، شَقيَ به العقلُ والقلبُ؟
****************************
بقلم، جميلة شحادة، كاتبة وقاصة، من الناصرة
كُتب النص بتاريخ 7.11.2016
إقرا ايضا في هذا السياق:
- عشرة أَعوامٍ في سنَة| بقلم: جميلة شحادة
- أرجوه ميلادًا جديدًا ومجيدًا| بقلم: الكاتبة جميلة شحادة
- "الكراكي"، رواية مكتوبةٌ بحسِّ شاعر|بقلم جميلة شحادة
- يحدث في البنك| بقلم: جميلة شحادة
- طبيب جرّاح| بقلم| جميلة شحادة
- قلوب نقية| بقلم| جميلة شحادة
- حقل الياسمين| بقلم: جميلة شحادة
- رقصة واحدة مع البحر/ بقلم: جميلة شحادة
- صديقتي ولكن/ بقلم: الكاتبة جميلة شحادة
- عند هطول المطر| جميلة شحادة