الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 00:02

هل العنف متجذر في تربيتنا؟

بقلم: الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 16/06/20 18:43,  حُتلن: 19:29

نعم هناك خطأ كبير يكمن في تربيتنا لأولادنا، فنحن كأهل نشجع العنف من حيث لا ندري، فمثلا معظم الأهالي يستعملون الجمل التالية بالحديث مع أبنائهم والتي تشجع على العنف دون أن يقصدوا ذلك، فيوصوا أبنائهم كالتالي: "كن ذئبا حتى لا تأكلك الذئاب" ، "وكن رجلا حتى تهابك الرجال" . "واللي حيطو واطي كل الناس بتنطو" ، "وهذا ابن فلان لا تخليه يرفع رأسه عليك ومن اسى وطيلو راسو" ، واطيلو من اسى ، يعني اضربه" ، "وخذ حقك بيدك" ، "وان الضعفاء هم من يرتكزون على التسامح في تعاملاتهم، وأن الرجل هو الذي يأخذ حقه بيده ولا ينتظر الآخرين يقومون بذلك نيابة عنه"، وكذلك تطلب الأم من ابنها "أضرب من يضربك" في الروضة بالضرب المماثل، وهذه المصطلحات أو الجمل التحريضية أو الأمثال أو الكلمات تغرس العنف في نفوس أولادنا منذ الصغر، وهذا معناه أن تربيتنا في بيوتنا هي من مسببات العنف الرئيسي، إذن، عندما تكون هذه التربية منتشرة في مجتمعنا ماذا تتوقعون؟ ناهيك عن ثقافة اقصاء الاخرين، والتعصب العائلي أو الطائفي والكراهية التي يكمن داخلها عنف كبير، وإرتفاع نسبة تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية بين الشباب، مع تزايد حمل الأسلحة النارية غير المرخصة والمفرقعات التي أصبحت تستعمل في الشجارات العائلية، والسلاح الأبيض بين الشباب، وكأنه أداة إثبات للقوة، فهناك الكثير منهم من يحتفظون في سياراتهم بالعصي والسكاكين، وكذلك هنالك الفكر السائد والمتغلغل عميقا في عقولنا أن الرجل العنيف هو الرجل الذي تهابه الناس، ففي مثل هذه الأجواء لا نتوقع إلا مزيدًا من العنف !!!!

وأخيرًا وليس آخرًا، حتى نعالج العنف المتجذر عميقا في تربيتنا علينا تغيير الكثير من الأفكار السائدة والمتبعة في تربيتنا وهذا ليس بالأمر الهين. إن خطورة إنتشار هذه الثقافة بين أفراد المجتمع وخاصة بين الشباب تستدعي مواجهتها عبر برامج ثقافية وتربوية متنوعة سواء بالتوعية وهي الحد الأدنى في المواجهة او إعادة تأهيل من يتسمون بالعنف أو معاقبة صارمة لمن لا يتحكم بإنفعالاته، مع ضرورة بناء أدبيات تربوية متسامحة ومتكاتفة في البيت والمدارس تؤسس للتعايش المشترك بين شرائح المجتمع المختلفة وقبول الآخر وإحترامه، وإلغاء الآراء المسبقة عن الاخرين، ونشر ثقافة التسامح كوقاية بعيدة المدى.

مقالات متعلقة