الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 04:02

ثورة البراق والشهداء الثلاثة في مدينة عكا-بقلم : أبو فراس – محمد حسن الاسدي

محمد حسن الاسدي
نُشر: 14/06/20 03:18

تصادف هذه الأيام وبالتحديد يوم 16/6/1930 ذكرى استشهاد شهداء ثورة البراق الثلاثة، محمد جمجوم، فؤاد حجازي، وعطا الزير، الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في سجن عكا الواقع بجانب السور الغربي بالقرب من شاطئ البحر في السجن المعروف بسجن المشنقة.
ازداد وتعاظم الاستيطان اليهودي في فلسطين والاعتداءات على السكان والأماكن المقدسة، وبالذات الاعتداء على حائط البراق في المسجد الأقصى، وتدنيسه بالأوساخ من كل الأشكال. اندلعت في 8/8/1929 ثورة البراق، وفي خضم الثورة ألقت القوات البريطانية القبض على ثلاثة من أبطال الثورة، وهم الشهداء:
1) فؤاد حجازي، وكان عمره 26 عامًا، من مدينة صفد.
2) محمد جمجوم، وكان عمره 28 عامًا، من مدينة الخليل.
3) عطا الزير، وكان عمره 35 عامًا، من مدينة الخليل.
حوكموا في محكمة عكا التي كانت قائمة في الجهة الغربية لمدينة عكا بجانب السور التي في داخلها قاعة الإعدام والسجن، وقد حكم عليهم بالإعدام شنقًا، وفي يوم 17/6/1930، يوم تنفيذ الحكم، تقدم الشهيد محمد جمجوم بطلب أن يحضر له الحنّاء كي يحني يديه ويزف كعريس لأرض فلسطين، وطلب من زملائه أن يكون هو من ينفذ به حكم الإعدام أولًا؛ ولكن كل منهم أصر على أن يكون هو الأول، وبعد إصرار محمد جمجوم أقنع زملاءه وكان هو الأول، فطلب من السجان البريطاني أن يفك يديه من القيود قائلًا: "أنا لا أخاف الموت من أجل فلسطين، ولن أهرب"، وأصر على طلبه ففكت يداه، وسار نحو المشنقة التي ما زالت موجودة حتى اليوم في المتحف وهو يبتسم ويضحك، وتوالى بعده الشهيد فؤاد حجازي ومن بعده الشهيد عطا الزير. عند تشييع جثامين الشهداء الثلاثة إلى مقبرة الشهداء شرق بوابة عكا الحديدية في الجهة الشرقية لسور عكا، والتي تسمى كذلك مقبرة النبي صالح، حيث بدأت الجماهير والمشيعون يهتفون بأهزوجة يرددها الناس حتى اليوم وغنتها فرقة العاشقين الفلسطينية بعد أن أضافت إليها موالًا مناسبًا ومطابقًا للأحداث، حيث تقول الأهزوجة وفي مطلعها الموال:
كانوا ثلاثة رجال يتسابقوا عالموت *** أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد
صاروا مثل يا عين *** بطول وعرض البلاد
يا عين يا عين يا عين
نهوى ظلام السجن يا فلسطين كرمالك *** يا أرض يوم تندهي بتجاوبك رجالك
يوم الثلاثا والثلاثة يا فلسطين ناطرينك *** تيقدموا ارواحهم كرمالك
***
من سجن عكا طلعت جنازة *** محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهن يا شعبي جازي *** المندوب السامي وربعه عموما
محمد جمجوم مع عطا الزيرِ *** فؤاد حجازي عز الذخيرة
اقبل المقدر والتقاديرِ *** بحكام الظالم تيعدمونا
ويقول محمد أنا أولكم *** خوفي يا عطا أشرب حسرتكم
ويقول حجازي أنا أولكم *** ما نهاب الردى ولا المنونا
امي الحنونة بالصوت تنادي *** ضاقت عليها كل البلادي
نادوا فؤاد ومهجة فؤادي *** قبل نتفرق ليودعونا
بتنده هلى عطا من ورا البابِ *** أخته تستنظر منه الجوابِ
عطا يا عطا زين الشبابِ *** يهجم عالعسكر ولا يهابونا
ثلاثة ماتوا موت الاسودِ *** جودي يا امه بالعطا جودي
كرمال الوطن بالروح نجودِ *** كرمال فلسطين يعلقونا

بقلم : أبو فراس – محمد حسن الاسدي
دير الاسد

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة