الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 20:01

العيدُ في زمن كورونا- الطبيب نوري الوائلي-نيويورك

عيدٌ تهلُّ كما نهْواكَ يا عيدُ ... أمْ فيك أمرٌ به للبالِ تسْهيدُ
حالي لسَائلتي صَبْر ومُحْتَسب... قدْ هَدّهُ بالنوى شوْقٌ وتشْريدُ
في وَحْشةِ الهجرِ نوْرُ العيدِ مُنْطفءٌ... كانّـُه منْ رَمـادِ النـارِ مَوْقودُ
عيدُ الغريبِ غريبٌ نبعهُ شجنٌ ...مثلُ الزهورِ ولكنْ أرضها صيدُ
لم يعْرفِ الرَوحَ لم تعْرفْ مَلامِحَه ... هما الغريبانِ والمَلقى الموْاعيدُ
عنْد المَراغمِ حيْن اللهُ يُسْعفُه ... لمِا أتاهُ وفي شكْواهُ مَحْسودُ
في مُوْطنِ الأهْلِ يوْم العيدِ يُسعدُنا ... مثلُ النَخيلِ زَهتْ فيه العَناقيدُ
الأهْلُ للجارِ والزوّارِ مَائدة ... والدارُ لحْنٌ به تعلو الأغاريدُ
عنْد العِناقِ بهمْ دفْءُ الشتا سَكنٌ ... وفي شذى القُبلِ القنْديدُ والعودُ
اليومُ عيدٌ ولكنْ كيْف يُبهجُني... والخلُّ عنّي نأى والدارُ مَنْكودُ
كمْ سَائلين هِلالَ العيدِ منْ بَطرٍ ... هلْ حَانَ فيكَ منَ التقليدِ تَجْديدُ
العيدُ آتٍ وعند الناسِ جَائحة ... فيها الوباءُ بحبلِ الموتِ مَعْقودُ
العيدُ يأتي فلا خلٌّ يُعانقهم ... ولا ذراعٌ منَ الأحْبابِ ممْدودُ
ولا صَلاةٌ بفجْرِالعيدِ تجْمعُهم ... ولا صَديقٌ ببابِ الدارِ مَنْشودُ
ولا صيام كما صَامَ التقا تبعوا... كانّما الصوْم تقليدٌ وتعْويدُ
دوْرُ العبادةِ كالأطلالِ مُوحشة ... خوفاً من الداءِ عنْها العبدُ مرْدودُ
راموا الخروْجَ ضجوْراً منْ بيوتِهمُ ... كمَا يلوْذُ بغَـارِ اللّيثِ مَطرودُ
من كانَ ينْعمُ في أعيادِه أمِناً ... فاليوم يُدركُه رعبٌ وتهْديدُ
هزّ النفوسَ وباءٌ بُرْءَه أجلٌ ... به تَهاوتْ منَ الدنيا العواميدُ
جاءَ ابتلاءً يُفيق الخَلقَ إن فقهوا ... منَ الضلالةِ حيْن الظّلمُ مَعهودُ
سادَ الفَسادُ وطالَ الجوُرُ مُقتدراً ... والحقُّ عنْد نفاقِ الناسِ موْءودُ
قد سيّدوا جُهلاءَ القومِ مجْلسهمْ ... وصاحبُ العلمِ مغْبونٌ ومزْهودُ
مثلُ النجومِ نِفاقاً حينَ تسْمعهمْ ... بيْضُ السطوْحِ وفي أعْماقهمْ سُودُ
قَستْ قلوْبهمُ رغْم الهُدى علم ... حتّى كانّ فؤادَ المرْءِ جلمودُ
لم يضرعوا وسقامُ الموت آخذهم ... والناسُ بالداءِ معلولٌ وملحودُ
عاشوا الحياةَ غُزاةً في توافهِها ... وفي العطاءِ لهم أيْدٍ كما البيدُ
الخُلقُ والحلمُ عنْد البعْضِ منْقصةٌ ..والغدْرُ والمكْرُ والتزويْرُ محْمودُ
مثلُ العروْسِ زَهتْ هذي الحياةُ لهمْ ... والطبلُ فيْها هُمُ واللّحنُ والعودُ
كم يبلغ العيدَ قومٌ لا حَصَادَ لهمْ ... فالخيرُ فيه إلى الأبْرارِ مَحْصودُ
 

مقالات متعلقة