الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 03:02

حان يومك - بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 29/05/20 20:03

كانت ليالي الصيف قبلَكَ
بهجةَ السُّمار تحت
مباهجِ القمر السعيدْ
كانت جِنان الورد عامرةً
تُزيِّن فرحةَ العيش الرغيدْ
كان مساءُنا عرساً
وكان الصبحُ عيدْ..
ثم حضرتَ فانقلبَ الوئامُ
إلى انفجارات التذَمُّر والوعيدْ..
رحلَ الرِفاقُ جميعهُم
وبقيتَ وحدكَ بين مساحَتَيْنِ
بلا غطاءٍ من خَضَارٍ أو جليدْ
البحرُ ضاقَ عن المياهِ التي
سالت من القُطب البعيدْ
الموجُ يعلو فوقَ شاطِئهِ
ويرمي فرْشَهُ ورِمالَهُ
على خَصْر المدينةْ.
الريحُ عاتيةٌ ولم يصلْ
إلى الميناءِ رُكّابُ السفينةْ.
الغابةُ الغناءُ تحمي تَنَفُّسِنا
وتحمي أرضنا من غزوةِ الصحراءْ
قد حُصِدت ليصبُغَ فحمُها
لونَ الهواءْ..
جاء الوباءُ ليحصدَ السُكانَ
أفرَغَ منهم الساحات
في المُدُن الحزينةْ..
ماذا جنينا من وعودِكَ
أيها السلطان؟
جاء الوباءُ وأنت لم تفعلْ
سوى شَطَط اللسانْ.
***
يا أيها السلطانُ
هل حازَ عرشُك ما يداوي الناسَ
غيرَ التبجُحِ في الخطابات السقيمةِ
كي يظلَّ العرشُ عرشَكَ
في انتخاباتٍ مُزَوَّرةٍ ذميمةْ..
النحلُ يهوي
في الطريق إلى الزهورْ..
خلايا النحلِ خاويةٌ بلا عسلٍ
يداوي سُقمنا..
لم يعدْ في الحقلِ ماءٌ ولا كلأٌ
يكفّر عن خطاياكَ الوخيمةْ.
وحوشُ الغابِ تفترسُ الدواجنَ
والجوارحُ نَتَّفت ريشَ الطيورْ.
لك في البلاد ثعالبٌ تسطو
على خبز الصغارْ
لك في سرايا الحكم أزلامٌ
ملأوا جيوبَك بالمغانمِ
كلما التأموا على صُنع القرارْ..
حان يومُك أيها السلطانُ
فارحل!
قبل أن تصحو البروجُ المُشرئِبةُ
في رمادْ..
أنتَ من جلبَ الكوارثَ للبلادْ
أنتَ من نهبَ المواردَ في الخَزينةْ..
لا شيء ينمو تحت عرشكَ
غير أكداس القُمامةْ
سئمنا لغْوَكَ المنقوعَ
في وحل النميمةِ والشتيمةْ
فارحلْ لعلَّ سواعدَ الباقين مِنّا
ستزيلُ بَعدَكَ
بعضَ آثار الجَريمةْ!
يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة