الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

عندما يكون عنوان المقال معسلاً ومضمونه مسماً/ بقلم: احمد حازم

احمد حازم
نُشر: 15/05/20 10:25,  حُتلن: 13:03

قرأت مؤخراً مقالاً بعنوان "القضية الفلسطينية وآمال أمة" لكاتب سعودي يدعى عبد الرزاق القوسي، اعتقدت بأنه إيجابي انطلاقاً من عنوانه. وعندما قرأته بإمعان استنتجت بأن كاتبه اختار عنواناً "معسلاً" لكنه وضع كل سمومه داخل المقال ضد الفلسطينيين، لدرجة أنه لم يستح على حاله ونشر معلومات تاريحية كاذبة. عندما بحثت في محرك جوجل عن هذا السعودي لم أتفاجأ من مواقفه المخادعة والكاذبة. فهذا السعودي الذي يستحق عن جدارة وصفه بـ "أحد أبناء خيبر المخلصين "زار إسرائيل بدعوة رسمية من وزير خارجيتها، وحظي باحتفاء كبير. ولذلك لا بد له أن يرد الجميل لأبناء عمومته بأي ثمن كلما سمحت له الفرصة.

الكاتب السعودي ركز في مقاله على "الوجود اليهودي قي فلسطين" وكأنه يريد القول بوضوح أن لليهود الحق في الأرض الفلسطينية، وأنهم قبل الفلسطينيين فيها. ومناقشته حول هذا الموضوع يحتاج إلى صفحات كثيرة، لكتي أفضل مواجهة أكاذيبه بحقائق في جزء آخر من مقاله.

يقول القوسي حرفياً في مقاله: " في 14 مايو/أيار 1948 انسحبت بريطانيا من فلسطين، وأعلن اليهود قيام دولة إسرائيل، واعترفت بها هيئة الأمم والدول الكبرى، أما عرب فلسطين فلم يشكلوا دولة خاصة بهم".التاريخ أيها السعودي لا يكذب، والذي يكذب هو الإنسان، والناريخ يا هذا لو راجعته جيداً لقرأت التالي: " أعلنت عصبة الأمم عام 1947 تقسيم فلسطين إلى دولة عربية، وأخرى يهودية، بعد تدخل الأمم المتحدة، حيث كان اللورد برنادوت وسيطًا لتوقيع على هدنة، وبالفعل نجح في ذلك، وأوصى الوسيط بضرورة وقف الهجرات إلى فلسطين من اليهود، بالإضافة إلى عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، واسترجاع ممتلكاتهم، الأمر الذي أغضب منظمتا «أرجون» التي تولى قيادتها مناحم بيجين الذي أصبح رئيس الحكومة الإسرائيلية فيما بعد، و«شتيرن»، التي قادها إسحاق شامير، والذي ترأس الحكومة الإسرائيلية أيضًا. وشدد الوشيط الدولي "على حق اللاجئيين العرب في العودة الى ديارهم في الاراضي التي يُسيطر عليها اليهود في أقرب وقت ممكن من قبل الأمم المتحدة واعادتهم الى وطنهم واعادة تأهيلهم أقتصادياً واجتماعياً ودفع التعويضات عن الممتلكات للذين يختارون عدم العودة".

وافهم ما يقوله التاريخ يا هذا:" في السابع عشر من سبتمبر أيلول سنة 1948, تعرضَ الكونت فولك برنادوت الى عملية أغتيال في مدينة القدس مِن قِبل منظمة صهيونية معروفة بأسم عصابة شتيرن, وبحسب الأرشيف السويدي الرسمي فأن سبب أغتيال الكونت برنادوت هو لوقوفه في طريق أسرائيل لأنه يعتقد قيام دولة يهودية يتوجب بالمقابل قيام دولة فلسطينية أيضاً مع وجوب عودة اللاجئيين الفلسطينيين الى وطنهم..وجرى تخطيط ألاغتيال من قبل يهوشوا زيتلِر رئيس عمليات شتيرن في القدس ضمن لجنة مؤلفة من أسحق شامير"" وفي بث رإذاعي في 30 نوفمبر/تشرين ثاني 1947 صرّح مناحيم بيجن الذي كان في ذلك الحين أحد زعماء المعارضة في الحركة الصهيونية "عن بطلان شرعية التقسيم، وأن كل أرض فلسطين ملك لليهود، وستبقى كذلك إلى الأبد"، علماً بأنه كان قد أعلن عن نيّته في إزالة التقسيم العربي-اليهودي، والاستيلاء على كلّ فلسطين.فكيف يمكن للفلسطينيين في تلك الفترة الإعلان عن دولة لهم دون مساند؟ قل لنا بربك.

ثم يقول هذا السعودي المزور للتاريخ :" لم تستوعب الدول العربية قيام دولة إسرائيل واعتراف هيئة الأمم والدول العظمى بها، فقاموا بتهجير اليهود من الدول العربية مما أسهم بدعم إسرائيل بالسكان على حساب الفلسطينيين، كما شجعوا الفلسطينيين على ترك أرضيهم وبنوا لهم العديد من المخيمات" . ما هذا الكذب والتزوير للتاريخ أيها السغودي القبيح؟ التاريخ يقول "ان البعض من يهود الدول العربية هاجر إلى إسرائيل وليس (هجّروا) كما فعلت إسرائيل بالفلسطينيين والفرق كبير جداً بين هجرة طوعية وتهجير قسري.
التاريخ يقول حرفياً:" "هاجر 260 ألف يهودي من الدول العربية إلى إسرائيل بين عامي 1948 و1951، وقد كانت هناك معارضة داخل الوكالة اليهودية والحكومة للترويج لحركة هجرة واسعة النطاق بين اليهود الذين لم تتعرّض حياتهم للخطر". ويضيف التاريخ:" كان لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي شهدت زيادةً مؤقتةً في عدد سكانها اليهود خلال هذه الفترة، بسبب تدفّق اليهود من دول عربية أخرى. إذا كلامك هو محض افتراء لأن التاريخ لا يكذب، بل أنت الذي يزور التاريخ.

الدول العربية أيها السعودي، لم تشجع الفلسطينيين على ترك أراضيهم كما تدعي،، بل أن الأعما الإجرامية التي مارستها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين هي التي كانت سببا للتهجير.إقرأ التاريخ وافهمه.
ويقول الكاتب السعودي في مقاله:" يستطيع الفلسطينيون العيش بسلام مع اليهود كما يعيش عرب 48 وكما يتعايش الأحوازيون وسكان الإسكندرون". نعم ومن قال لك أيها الكاتب ان الفلسطينيون يرفضون ذلك؟ هم يريدون اليوم قبل غد، ولكن إسرائيل هي التي ترفض ذلك على اعتبار ان هذا يندرج في إطار حق العودة وإسرائيل ترفض ذلك بتاتاً. ويبدو أن أبناء عمك (أبنا خيبر) نسوا أن يوضحوا لك هذه النفطكة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة