الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 16:02

الانطباع- قصة بقلم : كاظم مواسي

كاظم مواسي
نُشر: 13/05/20 20:22,  حُتلن: 20:25

يطالع كثيراً الصحف والنشرات الالكترونية منذ صباه ، وقد أصبح اليوم يتمتع بصحبة أحفاده ، أخلاقه طيبة لا يحب الاعتداء على خصوصيات الآخر ، بل ويستنكر ذلك من الآخرين ،، لم يتدخل حتى بخصوصيات أبنائه وزوجته يهتم كثيراً أن يكون ردة فعله لطيفة ، على كل كلمة يقولها له الآخر ،،،حتى أن شكاً ساوره أن انطباعه عن الآخر الذي لا يعرفه ، لا بد أن يكون صائباً ، لأنه يظن أن تجربته مع الناس كافية ، ليكون انطباعه عن الغريب صحيحاً .
في أحد أيام رمضان ، ولأنه إذا بليتم فاستتروا ،جلس فى مقهى بقرية يهودية ليدخن ويشرب الساخن ويشاهد الناس ،وقد طلب شاي البابونج لشعوره بالضيق في حلقه اثناء الكلام ،
جلس بالقرب منه مسنان ، أكبر منه سناً ، يتحدثان ويراجعان هاتفيهما النقالين المتطورين ، نظرا اليه لكنه لم يعرهما انتباهه ، إذ ان تجربته علمته أن يتريث قدر المستطاع ، قبل أن يحادث الغريب بدون سبب وجيه ، وأنه للتعارف توجد حاجة ،ولم تكن لديه حاجة للتعرف عليهما ، فكان انطباعه الاول بانهما مخبران يتفحصان الغريب ، وفي حالته، هما من القرية اليهودية وهو لا ...عشر دقائق مرت لم ينظرا اليه وكانا يتحدثان بشئونهما الخاصة فتولد لديه انطباع ثانٍ بأنهما من حكماء قريتهم ، وبعدها بقليل ترك المقهى واحد منهما وبقي شلومو ،، لاحظ على شلومو انه يتحدث مع صديقٍ له عبر الهاتف وهو مسرور بأنه ربح بيانصيب هبايس بضع مئات من الشواقل ،، ضحك بسريرته محمود ونظر هو الى شلومو هذه المرة، واذا بشلومو يحييه مبتسماً وكعادة محمود دائماً ردود فعله طيبة ومناسبة ، فرد له التحية ،ومحمود كان قد اقلع عن العاب اليانصيب فدار بينهما حديث خرج منه شلومو طارق التفكير يسأل نفسه ؛ لماذا جاوز عمري السبعين عاماً ولم أعرف أن المال ضروري ولم اكن اعرف استغلاله ،، ولماذا بذرت معاشاتي على النصابين والمخطئين الذين يبكون أمامي ؟؟؟

مقالات متعلقة