الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 14:02

انتهى عرسان - بقلم: زاهد حرش


نُشر: 03/12/08 06:59

تقريبًا.. لست ساذجًا الى ذلك الحد الذي يجعلني أظن، او اعتقد، ان ما تشهده الساحة الانتخابية في شفاعمرو، انه تحولاً نوعيًا، او انقلابًا ثوريًا على كل ما هو متبع ومألوف، او هو تغيرًا ملموسًا في المنهج والاسلوب والاهداف. فواقع ما تمر به شفاعمرو في ظل موسم الانتخابات الراهن، ما هو الا صورة لواقع معظم القرى والمدن والبلدات العربية، هنا وهناك أيضًا. فما زالت تعبث بمصير ساحاتنا، من خلال الصراعات القبلية والطائفية والعائلية، قوائم فئوية يتزعمها مخاتير الدواوين وسماسرة الاصوات، للتنافس على كراسي العضوية في البلديات والمجالس المحلية.! بل تتعمق هذه الظاهرة لتصل الى تلك الاحزاب السياسية، التي افنى البعض ربيع شبابهم، وهم يدافعون ويسعون وراء مبادئها وشعاراتها، فها هي اليوم تتحول الى قوائم يقف على رأسها، أناس لا يختلفون عن أي من الذين يترأسون قوائم عائلية، قبلية وطائفية.. بل ان واقع هؤلاء بات اسوء من غيرهم، اذ انهم استطاعوا فرض ارادتهم على احزابهم، فقط لكونهم يملكون قانونية القائمة كوكلاء لها. فالقوائم الانتخابية، العائلية والطائفية والحزبية ايضًا، يسود سوادها الاعظم، عويل الصراع الفئوي، على غرار داحس والغبراء او كمقولة "ناصر أخاكَ ظالمًا او مظلومًا"!!

 كل هذه القوائم المتراكمة على ساحة الانتخابات في قرانا وبلداتنا العربية، كلها دون استثناء، تلهث وراء هدف واحد هو الوصول الى كرسي في المجلس البلدي او المحلي، لا لشيء، فقط من اجل ان تبقى اسماء اصحابها لامعة براقة، لتحتل واجهة زعامة الطائفة او المجموعة التي تلتف حولها، ناهيك عن هدف الوصول الى مركز يمكن من خلاله تحصيل مكتسبات مادية او اجتماعية، او "سياسية" على المدى القطري في احسن الاحوال. لعبة صراع على المقاعد، الامتيازات، وتقسيم كعكة "العيد" والمحاصصة. والاسوء من هذا وذاك، ان زعامة اليوم لم تعد تخفي هذه الاهداف، ولم تعد تعقد الصفقات فيما بينها سرًا، بل انها تعلن ذلك دون مواربة او حياء، وكأن هذه المحاصصة شرعية ولها صيغتها الموضوعية بمصداقية حقة. 

هنا...
 كانت قوائم الانتخابات في ما مضى من عهود، عهود تعود للأمس القريب، تصدر برنامجها الانتخابي، تطرح فيه رؤيتها وما تنوي القيام به حين تحقق الفوز، وتتمثل عضويتها في المجلس البلدي/المحلي، اما في يومنا هذا، فغدا برنامج هذه القوائم يختزل بمنشور هنا او نشرة هناك، في حين تصر غالبية القوائم، وخاصة المتنفذون فيها، على اقامت الاجتماعات البيتية، يتحدث فيها، من يحسن الكلام، ومن يتلعثم في طرح السلام، ليطلقون الوعود ويتعهدون بالانجازات، وبمستقبل يضاهي ما تعيشه مدن الدول الكبرى.. يكذب الناطقون بما يتحدثون، ويكذب السامعون بما يحلمون، وكلاهما، السامع والمسموع، يمارسون لعبة "الديمقراطية" العربية على احسن وجه وافضل حال.. لا لشيء، فقط من اجل ان يصل مرشحهم الاول الى المجلس البلدي/المحلي. 

 واكثر ما يدل على ذلك، انه في بعض القرى الصغيرة، التي لا يصل تعداد الناخبين فيها لثلاثة الاف صوت، تجد ان هناك عشرة قوائم تتنافس على عضوية مجلسها المحلي، وخمسة يتنافسون على الرئاسة. ويتلاحمون على ذلك الكنز الذي سيدر على العائلة الفائزة بادارة المجلس المحلي، المال والجاه والبنون! ولكن على ما يبدوا ان اكثرهم لا يعرفون، او يعرفون ولا يصدقون، ان معظم المجالس المحلية في الوسط العربي مكسورة وعاجزة، وبالكاد يحصل العاملون فيها على رواتبهم الشهرية. فعلام ويصرخون، يتراكضون ويلهثون!!

في البلدة..
 في شفاعمرو كما في معظم مدننا وقرانا وبلداتنا العربية، في سباق الانتخابات البلدية/المحلية، من اجل الوصول الى قلاع لم يبقى فيها حصاد ولا قطاف! الا انه في شفاعمرو خاصة، وعلى الرغم مما يصيبها من انقسام قبلي، طائفي، عائلي، فئوي.. فهي ما زالت تحافط على ظاهرة طيبة، قل ما نجدها في قرى اخرى، اذ انه رغم كل ما يروى وما يقال، فان النسيج الاجتماعي العام، والعلاقات اليومية بين معظم ابنائها، من كل الطوائف والعائلات والحارات، متماسكة بثباتها الطيب، والبلدة بكل من فيها، تمارس حياتها بشكل طبيعي، اجتماعيًا وانسانيًا، وهذه نقطة اجابية تسجل لشفاعمرو واهلها، في هذه الظروف بالذات، والحفاظ على هذه الروح الطيبة هو اغلى ما تملكه شفاعمرو واهلها.

 اما ظاهرة عرسان ياسين الذي جاء، كمنقذ من واقع طال، فتجنى عليه الكثيرون، اظهر في غزوته الاولى بعض التحسينات الشكلية، ولكن سرعان ما انكشف باطنه، فبان على حقيقته، ومن كثرة ما خبط ولعبط، لم يعد يعرف يساره من يمينه، او انه اصبح يميني اليمينين!! فأدى به ذلك الى ان اؤلاءك المحسوبون عليه تخلوا عنه، وحتى جماعته القابعين خلف كواليس السلطه، كلهم تخلوا عنه. وفي عهده اصبح حال المدينة ازفت من الزفت، لا نظافة ولا ثقافة، وحكم سماسرة الجباية يقبض على رقاب العباد، فلا دين ولا ديان، في حين ان كل المؤسسات التربوبة والثقافية اللامنهجية مقفلة، ولكثرة ما لديه من الوقت والفراغ، ولانه لا يحسن الادارة ولا التدبير، اخذ يعمل في التجارة الحرة، كما برع في المزايدة على امثال لبرمن وغيره، بانتسابه الى الصهيونية واحزابها العنصرية.. فثقل على البلاد وعافه العباد.

امين..
 شعب شفاعمرو، ويعرف متى يحساب العابثين! على صعيد انتخابات الرئاسة، ربما تكون شفاعمرو مثال يحتذى. الان اصبح الامر واضحًا لا يقبل التأويل والتعليل، لو ان هناك من يريد لعرسان ان يبقى رئيسًا للبلدية، لتكاثر المرشحون كي يسدون الطريق امام رغبة الناس وحرية اختيارهم، اما حين تصل الاكثرية الى قناعة بأنه يجب تخليص البلد من "عرسان".. فهذا يعني ان الحال لم يعد يحتمل اية سخرية او عبثية، ومن هنا يمكن ان يسجل موقفًا جريئًا لقوائم العضوية التي ساهمت في ضبط هذا الواقع، والعمل على عدم اتاحة الفرصة امام العابثين، وتفويت الفرصة عليهم بانتهاء عهد "عرسان".

 اليوم.. على الساحة الشفاعمرية خيار بين اثنين، اما ان يصوت الناخب الشفاعمري لأمين عنبتاوي او لناهض خازم، فكلاهما لديه مؤهلات مشرفة للقيام بمهمة رئيس بلدية شفاعمرو، وكل منهما لديه القدرة على ادارة العمل البلدي والاجتماعي، ولديهما الامكانيات للقيام بالدور القيادي على صعيد السياسة القطرية، الا ان من لا يريد ان يصوت لأمين عنبتاوي عليه التصويت لناهض خازم، لكن ولا صوت واحد لعرسان. حتى تكون هذه الانتخابات عبرة لمن اعتبر.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.79
USD
4.05
EUR
4.72
GBP
250390.17
BTC
0.52
CNY