الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:01

في الغابة

بقلم: حسين فاعور الساعدي

حسين فاعور الساعدي
نُشر: 12/05/20 18:26,  حُتلن: 18:27

في الغابة
وَسِنْتُ هنيهة في الظلِّ،
لم أنَمِ...
سهّمَتْ عيني*
تَراءتْ لي:
مناقِبُها في مثالبِها
عدالتُها في مظالمِها
نضارتُها...
وعصفورٌ كان يبكيني
وقُبّرةٌ تحاكيني
ومن حولي غنيماتي.
فجاءَ الذئبُ مسعوراً
فمزّقَ ضرعَ واحدةٍ،
وفجّرَ بطنَ ثانيةٍ
وأدمى عنْقَ ثالثةٍ
ورابعةٍ تَغدّاها.
وشرّدها...
نهضتُ لأوقف البلوى
ركضتُ وسحتُ في الغابةْ
أفتّشُ عن قطيعٍ ضاعَ،
عن تعبي.
تقدّمَ ثعلبٌ مني يُفاوضُني
ويَطلبُ أن أسلّمهُ دجاجاتي
ليحميها،
فأحجمتُ.
فجاء الضبعُ هاجمني
تغاضيتُ،
فقرّرَ أنني خَطِرٌ
على الأشجارِ والأزهارِ والعشبِ
على مستقبلِ الشّعبِ
وطالبهم مقاضاتي!

حضرتُ الجلسةَ الأولى
فكان الذئبُ إياهُ هو القاضي
فلم يصغِ لي
وعنفني...
وحاولَ كمَّ أنفاسي
وباسم العشبِ والأزهارِ والأشجارِ
باسمِ الشّعْبِ
باسمِ الضّبعِ والثّعلبِ
أصدرَ حكمَهُ القاسي
بتغريمي
وإعدامي
تقطّعَ حبل مشنقتي
نَهَضْتُ...
ولم أزَلْ حيّاً
أطالبُ أن يعيدوا لي غنيماتي
***
*سَهّمتْ: في لغتنا المحكية كادت تغفو لكنها لم تطبق جفونها.

مقالات متعلقة