الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

منع الفلسطيني من الصعود لطائرة لبنانية قرار عنصري بامتياز

بقلم: احمد حازم

احمد حازم
نُشر: 11/05/20 11:50,  حُتلن: 13:32

العالم كله تضامن مع بعض في مواجهة فيروس كوفيد19. إلا أن السلطات اللبنانية أبت إلاّ أن تستمر في ممارساتها العنصرية ضد الفلسطيني (المقيم في لبنان) حتى في زمن كورونا. فقد رفض مسؤول أمني من جهاز الأمن العام اللبناني السماح لمواطن فلسطيني بالصعود لطائرة ركاب لبنانية للعودة إلى بيته في لبنان، رغم أنه يحمل وثيقة سفر لبنانية.
ويقيم الفلسطيني في دبي، وأراد العودة إلى أهله في لبنان، علماً بأن السلطات في دبي سمحت له بالمغادرة وختمت له تأشيرة الخروج، لكن موظف الأمن اللبناني تعامل معه بطريقة غير لائقة ومنعه من الصعود إلى الطائرة بشكلٍ نهائي، ليس لسبب أمني بل لأنه فلسطيني. السلطات اللبنانية وفي إطار مكافحتها لفيروس كورونا المستجد ومساعدتها للمواطنين حملة الوثائق اللبنانية للعودة إلى لبنان، قامت بتخصيص طائرات لنقلهم من دبي إلى لبنان. والفلسطيني في لبنان يحمل وثيقة سفر لبنانية.

الأمن العام اللبناني ادعى " بأنه باشر التحقيق فيما ورد من معلومات عن كيفية تعاطي المسؤول الأمني مع الفلسطيني بطريقة غير لائقة، من أجل اتخاذ الإجراءات على ضوء نتيجة التحقيق". لكن هذا الكلام غير صحيح مطلقاً، لأن المسؤول الأمني لم يتصرف على هواه أي من تلقاء نفسه. وهذا التناقض ورد في بيان الأمن العام اللبناني حول هذا الموضوع.

فقد جاء في البيان:" أن المديرية العامة للأمن العام اللبناني أصدرت تعميماً لكافة الجهات المعنية بعدم معاملة الفلسطيني الذي يحمل وثيقة سفر لبنانية مثل المواطن اللبناني". عنصرية بغيضة بكل معنى الكلمة. التعميم الرسمي يحمل رقم (5932/م)، وصدر في 1/5/2020، وينص على "أنّ اللبنانيين العالقين في الخارج هم من لهم فقط حق العودة إلى الأراضي اللبنانية، موضحًا أن العائلة اللبنانية هي كل زوج وزوجة وأولاد ممن ليسوا من التابعية الفلسطينية اللاجئة في لبنان".

جميع الفلسطينيين الذين كانوا يستعدون للعودة إلى لبنان على متن رحلات الإجلاء من دبي،تم منعهم من ركوب الطائرات والعودة حتى إشعارٍ آخر. أليس هذا إجراء عنصري بامتياز؟ من جهة ثانية أراد جهاز الأمن العام اللبناني تبرئة نفسسه مما حدث بالقول " إنه يعمل وفقاً لقرار مجلس الوزراء القاضي بعودة اللبنانيين حصراً في هذه المرحلة".
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الذي يوجد مقره في سويسرا "استنكر إصدار المديرية العامة للأمن اللبناني تعميمًا إلى السفارة اللبنانية في دولة الإمارات، والذي يقضي بعدم السماح للاجئين الفلسطينيين في لبنان والعالقين في دولة الإمارات بالرجوع إلى الأراضي اللبنانية، دون توضيح أيّة أسبابٍ موجبة لهذا القرار" واعتبر المرصد هذا التعميم "تمييزًا عنصريًا فادحًا ضد اللاجئين الفلسطينيين من حملة وثائق السفر اللبنانية، وأنه ينتهك بشكلٍ واضح وجسيم أحكام ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان".

والسؤال الذي يطرح نفسه: من الذي يقف وراء منع الفلسطيني من العودة إلى أهله، خاصةً في ظل انتشار جائحة كورونا؟ أليس المطلوب من الجهات الرسمية التحلي بالمسؤولية القانونية والأخلاقية، واحترام المواثيق والاتفاقيات الدولية الداعية إلى كفالة حق اللاجئين بالتنقل من وإلى بلادهم، دون أي معوقات من شأنها التأثير على هذا الحق؟
والسؤال الآخر والأهم: لماذا لم تتحرك الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية التي تتشدق دائمأ بالتضامن مع الفلسطيني ولا سيما حزب الله؟ لم نسمع من هذه الجهات أي انتقاد للحكومة اللبنانية ولم نسمع منهم حتى كلمات تضامن مع الفلسطيني حول هذا الموضوع. وهنا أريد أن أذكّر من يهمهم الأمر في لبنان، بأنه حسب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، يحق لكل فرد مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، ولا يجوز حرمان أحد، تعسفا، من حق الدخول إلى بلده".

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوانalarab@alarab.com 


 

مقالات متعلقة