الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 14:02

علمتني الغربة/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 03/05/20 12:20,  حُتلن: 18:37

كان لا بدَّ من الغربةِ كي أعرفَ
أن النجومَ لا تزهو بدون الليالي
كان لا بدّ من البُعد عنكِ
كي أعرفَ أن العنادلَ لا تستقي
إلا من راحتيكِ..
أقنعني الشوقُ إليكِ
بأن البدرَ لا يتكحَّلُ
إلا من مقلتيكِ
***
علمني التاريخُ
أن من أسقطَ بيارةَ البرتقالِ
عن عرشها
لن يرى من حُطامها إلا اللهبْ..
وأن من جَرَّدَ الزيتونَ من أغصانهِ
لم يرثْ من الأرض إلا الغضبْ..
علمني التاريخُ
أن من يخون الحقَّ
في معارك العدل والشرفْ
لن يرى سوى نعال الخيلِ
في مواكب العربْ
علمني التاريخُ
أن كلَّ غازٍ حاول التصيُّدَ
في كروم اليمنْ
عاد خائبا بلا عِنبْ
***
علمتني الحياةُ أن الموتَ
بين الناسِ
ليس حصةً مُوَحَّدةْ..
فروحُ الحبِّ تبقى
شُعلةً مضيئةً
وروحُ الحقدِ تبقى بقعةً سوداءَ
في الظلامْ..
علمتني التقلباتُ
في مصائرِ الأممْ
أن الحربَ شوكةُ الجشعْ
وأن الحُبَّ زهرةُ السلام.
***
كان لا بدّ للحبِّ
أن ينمو على ضِفتَينْ
حتى يظلّ النهرُ زاخراً
بنبضِ خافِقيْنْ
وعندما تشتاقُ ضفةٌ لأختها
تصير جِسرَ الملتقى لعاشقينْ
وعندما يلوحُ لي شاطئُ يافا
من بعيدْ
أقول في كل يومٍ جديد:
سوف نبقى على عهدنا..
ومهما مزقت حبلَ وصلنا
نيوبُ النّوى
لن يموتَ الهوى.

نيويورك

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة