الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 20:01

يوسف النجّار.. يستحقُّ محبّتَنا/ بقلم: زهير دعيم

زهير دعيم
نُشر: 01/05/20 17:20,  حُتلن: 18:19

" (لو 2: 48): فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» "


العذراء الطاهرة تعرف الأصول، وتتحلّى بالأخلاق الجميلة، فها هي تعطي لرجلها – خطيبها- الصّدّيق يوسف النجّار ، تُعطيه المكانة التي يستحقّ ، وهي ما هي عليه : إنّها أمّ الربّ يسوع بالجسد، الفتاة الأطهر التي اختارها الربّ من دون نساء العالمين ليولد منها.


تذكّرت هذه الآية الجميلة ، وهذا التصرّف الحكيم والرائع من العذراء، بعد أن داخلني بعض الشّكّ في أنّنا قد غمطنا حقّ هذا الرجل القدّيس يوسف النجّار، فنكاد لا نذكره الّا لُمامًا، وهو الرجل الجميل الذي صدّق الرب وأمْرَ الحَبَل بلا دَنَس " فسترَ" على خطيبته وحماها من تنكيل اليهود، وحمَلَ معها في قلبه ذاك السّرّ العظيم، السّرّ الذي يحمل في أحشائه للبشريّة الفرح الذي لا يغيب، فرح مولد فادي الأنام الإله المتجسّد.


نعم لم يكتفِ هذا الزّوج والرجل الرائع بالصمت والقبول فقط، بل كما الرجل الرجل سمع لنصيحة الربّ وانطلق مع عائلته المقدّسة الى مصر هربًا من وجه هيرودوس، هذا الملك الجائر الذي عزم على قتله، وظلّ هناك حتى وفاة هذا الطاغيّة.


أتراني أضيف لكم شيئًا جديدًا إن قلتُ لكم انه كان الأب الحنون ليسوع، فقد احتضنه كثيرًا وناغاه طفلًا، وأطعمه بيديه وأخذه المشوار تلو المشوار في الناصرة والجليل أيام راحته، كما وشاركه طفولته وبراءته وألعابه وبسماته، فحمله على كتفيْه ودغدغه في مرحٍ وترك عدّة نجارته ليهبّ لاستقباله عندما كانت تأتيه العذراء بالزاد.


وأروح أنعِم النَّظر في الماضي البعيد ، فأرى الشّابّ يسوع، يُساعد والده يوسف في المنجرة النَّصراويّة، فتارة يعمل وأخرى يتفنّن في صنع بعض الأشكال الجميلة التي يتفتّق عنها فكر شابّ أحبّ الحياة، بل كان الحياة بذاتها والنجّار يرمقه بعين تسيل فرحًا.


أسمع هذا الشّاب الحلو أو اكاد وهو ينادي : آبا آبا אבא ...אבא، فينشرح صدر هذا النجّار الشيخ وهو يجيب : " يا عيون بابا" ويتفكّر في نفسه بالسّر العظيم و عمّانوئيل القادم من الأعالي ليخلّص البشر بما فيهم النجّار نفسه.


حقيقة كما اختارت السماء العذراء المُطوّبة مريم لتكون امًّا ليسوع، اختارت يوسف ليكون أبًا يحنّ ويترأف ويُضحّي ..


صدقت أمّ ربّنا حين تفوّهت بهذه الاغنية الجميلة حين وجدت يسوع بعد ثلاثة ايام من الضياع يحاجّ ويجادل ويُعلّم في الهيكل:
أبوكَ وأنا..


لقد أعطت العذراء الطاهرة كما كلّ زوجة وامرأة فاضلة،اعطت زوجها الحقّ الذي يستحقّ، والمكانة التي يستأهل فالبيت مبنيّ على الصَّخر، بل الصّخر بعينه.
انّنا نحبّك أيّها النجّار القدّيس ، ونُقدّرك ، ونعتزّ بك وبعائلتك المُقدّسة التي ظلّلتها بمحبتك الابوية الجميلة مع العذراء الجميلة والرب المُتجسّد.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة