الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 19:02

رمضان في زمن كورونا

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 24/04/20 10:57,  حُتلن: 14:45

لم يشهد العالم الإسلامي أياماً رمضانية عصيبة مثل تلك التي يشهدها في رمضان هذا العام بسبب أزمة كورونا. صحيح أن العالم كله يعاني منذ أواخر العام الماضي من هذا الفيروس اللعين، لكن العالم الإسلامي على وجه التحديد لم يمر عليه شهر رمضان بالشكل الذي يمر عليه هذا العام. في رمضان هذه السنة ستبقى المساجد مغلقة باستثناء سماع صوت الآذان. هناك واجبات دينية عادات وتقاليد في هذا الشهر الفضيل لن يتم العمل بها بسبب "كودوف 19". لقد حرم فيروس كورونا كافة المسلمين من صلاة الجماعة في الأيام العادية، وحرمهم من صلاة التراويح ومن عادات وتقاليد رمضانية يمارسها المسلمون منذ قرون احتفالاً بهذا الشهر الفضيل. حتى أن بيت الله الحرام لن يشهد رمضان هذا العام كثافة مليونية، إن كان ذلك خلال العمرة أو حتى في أداء فريضة الحج!

لقد تعودنا ونحن صغار الذهاب إلى المسجد مع أهلنا أوقات الصلاة، وخصوصاً في رمضان، كانت فرحتنا كبيرة ونحن نصطحب الآباء ونشعر بالنشوة والسرور بجو الصيام والقيام والركوع والسجود، وكنا نسعد أكثر بصلوات التراويح، خلال شَهْرُ رَمَضَانَ (الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، يتبادل الأقارب والأصدقاء الزيارات ودعوات الإفطار. لكن في رمضان هذا العام لن يكون الأمر كذلك بسبب منع التجول في شهر رمضان من الساعة السادسة مساءً أي قبل موعد آذان المغرب، حتى الساعة الثالثة فجراً, ما أصعب هذا الأمر على المسلمين. وهل يوجد أصعب من حرمان المسلم من الذهاب للمسجد وأداء الشعائر الدينية لطاعة الله جماعة؟
كثيرون هم الذين لم يعرفوا قيمة النعم التي أنعم الله علينا بها إلاّ حينما افتقدناها بسييب كورونا. تقول ;كاتبة خليجية في مقال لها:"التجمعات نعمة، والمصافحة نعمة، وضم الوالدين والأولاد والإخوة نعمة، والعمل في جو طبيعي نعمة، وشرب القهوة في مقهى مفضّل وسط آخرين نعمة، والتواصل الطبيعي مع الأهل والأصدقاء نعمة، وحضور المناسبات والأفراح نعمة، والمشاركة في عزاء الأحباب والأهل نعمة، وما أكثر وأعظم النعم التي حرم «كورونا» الناس منها، ليجعلهم بحكمة إلهية يقفون متأملين كل تلك النعم، التي لم يكونوا يشعرون بجماليتها وقيمتها، بل ربما يشكو البعض من التزاماتها، فإذا به اليوم يتمنى عودة تلك الحياة الطبيعية التي كان يعيشها وكان يتذمر منها". نعم. هذا هو الواقع في رمضان هذا العام. لكن المفروض أن يكون فيروس كورونا عبرة ليس للمسلمين فقط بل للعالم أجمع، وخصوصاَ للدول الكبرى وللحاكمين للطغاة إن الدول الكبرى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، التي تتميز عن العالم بأسلحتها النووية وصواريخها العابرة للقارات، لم تستطع رغم كل الإمكانيات العسكرية التي تتمتع بها، أن تبعد "الجائحة كورونا" عنها بحيث استطاعت هذه الجائحة أن تبسط جناحيها على كل الكرة الأرضية دون أي مقاومة. كورونا أبقت الأسلحة في مكانها وأفرغت خزائن الدول، واستسلم الظالمون لهذا الفيروس لدرجة أنه عشعش في صدر رئيس الحكومة البريطانية، ولم تنفعه قوته النووية.

وما دام الحديث عن فيروس كوفيد 19 والشيء بالشيء يذكر، فإن منظمة الصحة العالمية أبدت اهتماماً بصحة الصائمين تخوفا من تأثير على صحتهم. فقد أصدرت توصيات وإرشادات تتعلق بالشهر الفضيل، مثل "شرب كمية كبيرة من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالمياه، والإكثار من شرب المياه بين وجبتي الإفطار والسحور لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم خلال ساعات النهار، مع تجنب التعرض لأشعة الشمس. وأن تكون وجبة الإفطار صحية ومتوازنة لتعويض مستويات الطاقة التي فقدها الجسم خلال ساعات الصيام".
إن فيروس كوفيد 19، أكبر وأقوى عدو للبشرية في الوقت الراهن، لا يرى في العين المجردة، ويقف الإنسان عاجزاً أمامه، ولذلك يجب أن يكون هذا الفيروس سبباً رئيساً لبني البشر لمراجعة ذاتية والعودة إلى رب العالمين، للتضرع إلى الله لكي يريح البشرية منه. شهر رمضان هو شهر الخير والخير منه وفيه، أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية والجميع في صحة وعافية، وكل عام وأنتم والعالم بخير.

مقالات متعلقة