الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 11:02

انهضوا...رغم البلاء!/ بقلم: حسين فاعور الساعدي

حسين فاعور الساعدي
نُشر: 24/04/20 09:30,  حُتلن: 09:52

حلَّ الوباءُ تَضَعْضَعَتْ دولُ الثعالبِ والذئابْ.
لم يُجْدِهم ما جمّعوا من طائراتْ.
لم يحمهمْ ما شيّدوا من ناطحاتْ.
هذا الصغير اللا يُرى بالعينِ بثَّ الرُّعبَ في كل الجهاتْ
قهَرَ الجبابرةَ الطُّغاةْ.
فبَدَوا كفئرانٍ تفرُّ ولا نجاة.
حلَّ الوباءُ، فنوّحوا أو زغردوا عالمٌ آخرُ آت.
كشَفَ المستورَ في الغاباتِ، بيّن مَنْ أضرَّ ومَن نفعْ.
كَشَفَ الحقارةَ والدناوةَ والجَشَعْ.
كشَفَ الكذبْ.
كذبٌ على كذبٍ على كذبٍ يُغذّى بالكذبْ.
دول تعيشُ على الكذبْ.
أممٌ تنام على كذبْ
أممٌ تفيق على كذبْ
أمم تلوّنُ عيشها، تبني حضارتها، ثقافتها بألوان الكذبْ.
يا إخوتي الفقراءُ والبؤساءُ قوموا وانهضوا. هذا البلاءْ...
بثَّ الكرامةَ والشجاعةَ والإباءْ.
فتح المجالَ لكلِّ مَن قبلَ المذلّةَ أو ركعْ...
ليعيدَ ترتيب الحروف كما يشاءْ
فتحَ الطريقَ إلى الصّعودْ
فتح الطريقَ إلى الهبوطْ
فتح السبيلَ إلى السماءْ
فتح السبيلَ إلى الحضيضْ
العدلُ في الغاباتِ... عدل الأقوياءْ
قوموا تولوا أمركمْ
قوموا أعيدوا للحقولِ القاحلاتِ جَمَالها.
قوموا أعيدوا للكرومِ المقفراتِ وقارَها.
قوموا اعملوا
قوموا افلحوا
قوموا ازرعوا قمحاً، وروداً وإباءْ
صوموا وصلوا للسماءْ
صوموا وصلوا للسماءْ
لا لشيخٍ أو خليفةِ أو إمامْ
من شاءَ يؤمنُ ما يشاءْ
من شاءَ يكفرُ ما يشاءْ
لم يغبْ ربُّ السماءْ
يا أيها الفقراءُ، في ظلِّ الوباءِ، تجمّعتْ شللُ الثعالبِ والوحوشِ الضارياتِ وقرّرتْ وقفَ التدهور في مصالِحِها، وتجميعَ المواردِ دعمَ غاباتِ الذئابْ.
وضعوا القواعدَ والتفاصيلَ الدقيقةَ، كيف يبقى العدل عدل الذئبِ، يبقى الليثُ منبوذاً ومتهماً بقتل الأبرياءْ.
رسموا الوقائعَ للتخلّصِ مِن جُموع البائسين.
يا أيها الفقراءُ في ظلِّ الوباء
الذئبُ يركبكم ويأكلكم ويحشدكم لسدّ الطُرُقاتْ
فاحذروا كل الجهات
احذروا الشمسَ المشعّةَ قد يكون الذئبُ فيها
احذروا أوفى صديق
احذروا أحلى رفيق
كل من فيكم يحاذرُ
قد يكون الذئبُ فيه
كذِبٌ على كَذِبٍ على كَذِبٍ تغطّيهِ الدموعْ.
احذروا حتى الشموع.
شِلَلُ الثعالبِ والذئابِ تجّمعتْ
وتوحدتْ
كي لا يعود الليثُ للغاباتِ، كي تبقى السفالةُ والحقارةُ والنذالةٌ والكذبْ.
كي لا تطلّ الشمسُ من خلف السّحُبْ.
كي تأخذُ الأشواكُ كلَّ الضوءِ في هذا السباق
وتموتُ في الظلِّ الشجيراتُ الضعيفةُ والزنابقُ والمعوّقُ والمُعاقْ.
يا إخوتي البؤساءُ! في لغة الطغاةْ...
تتشابه الكلماتُ، تلتبسُ المعاني، تفقدُ الجملُ المفيدةُ صرفها. الصرف يبقى من نصيب الأقوياءْ.
والنحو يوضعُ وفْقَ أهواءِ العتاة.ْ
فانهضوا ...رغم البلاء!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 


 

مقالات متعلقة