الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 12:01

نظرة خاطفة في كتابات عطاف مغندف -بقلم : شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 22/04/20 00:10

الأخت والصديقة عطاف مغندف المقيمة في بلدة عبلين الجليلية، قضاء عكا، صوت عذب وجميل، تكتب الخواطر والومضات النثرية الجميلة بحروفها وبوحها وإحساسها الراقي، وتتحفنا بكتابات خفيفة الدم لا أحلى ولا اجمل، فهي كالشهد البري في قطاف أيار.
فعطاف مغندف بارعة في اقتناص الفكرة، وصياغة العبارة، وانتقاء الألفاظ، ويخرج نصها بقالب بديع كلوحة فنية مطرز بالوان ربيعية خضراء زاهية. ولكتاباتها رونق خاص مميز قريب للنفس والمشاعر والوجدان، فيها ايقاعات موسيقية، وتظهر تمكنها من الملاءمة بين نمطية المعاني الشائعة المألوفة، والاحتفاظ باللغة في جمالها وروائها وبهجتها وصفائها.
فهي تجيد حياكة المفردات وصياغة نصوصها وتقديمها بصورة فنية آسرة بثوب قشيب، والتعبير عن المشاعر الأنثوية والإنسانية الدفينة، والبوح العاطفي الوجداني الشفيف، وتصوير الوجع والعذاب الإنساني. ولنسمعها تقول في هذه الومضة الخاطفة اللامحة :
يُصبُح مُرّ
عنقود الروح
إن سقط
عن غصنِ عِنبِه
وجف السكر في العروق
وفي صفحة عطاف على الفيس الكثير من الومضات والخواطر الرائعة الجاذبة، التي تنم عن حس شعري مرهف ورقيق، ويمكن للقارئ الدخول إليها والاستمتاع بها. فهي طافحة بالجمالية التعبيرية والأناقة اللغوية وشدة الانسياب والتدفق الانفعالي والشعر وعذوبة المعاني والصور الجديدة والخيال الرومانسي الخصب، وتتشح بالرقة والجمال، فكرًا وعاطفة وإحساسًا ومرمى، وتفيض بالشعور الحسي الحي واختلاجات النفس، وبالفنية الشجية الخلابة، بألفاظها ومعانيها وإيحاءاتها وأوصافها واستعاراتها وتشبيهاتها وكناياتها وسجعها.
ولنقرأ هذا النص الشفاف الرهيف، الذي يرشح باللغة الرشيقة. فتقول :
من بين جدائل الليل
عيون تلتحف
الرموش نبض
الأمان
تمهلي يا أحلام
ها قد أتانا الربيع
يقطر الصباحات ندى
دعينا نصافح الورد
كالفراشات
نغازل النور
نعانق الحرية
نجثو عند القمر
نلتقط دموع السهر
نصنع منها قلادة الجلنار
ننتظر تحت شجرة الرمان
يراقبنا القمر
من بين جدائل الليل
يضحك بسره
يتمنى لنا ليلة سعيدة
يلتحف الاحلام وينام
وصور عطاف في كتاباتها تتماهى مع إيقاع مموسق مشحون بالصدق، ومليء بكثافة الكلمات، وهي كلمات متجلية، تكشف عن روح شاعرية ومبدعة تعشق الحياة وتموج بالمشاعر الإنسانية، فتطربنا وتشجينا بكلامها الانيق ولوحاتها المرصوفة بالجمال.
عطاف تتأمل الطبيعة، تحلق في الفضاء، تعانق النجوم، تحاكي السماء والبحر، تفكر، تحلم، وبخيالها الشاسع تبدع في كتابة نصها التلقائي الذي يلامس شغاف المتلقي.
فإلى الأمام عزيزتي عطاف مغندف، مع خالص تحياتي، وتمنياتي لك بالنجاح والمزيد من العطاء والتألق.

مقالات متعلقة