الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

لا يحك جلدك الا ظفرك.. مستشفى عربي!/ بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 09/04/20 13:59,  حُتلن: 20:19

مهند صرصور في مقاله:

في كل موجة من الأزمات تتجلى العُنصرية وتظهر جليا أولويات المسؤسسة الاسرائيلة والتي يقبع العربي في اخرها، وسيبقى الحال كما هو ما دمنا ننتظر الصدقة المؤسساتية

تخيل معي ماذا كُنا سنفعل لو إنتشر الكورونا او أي مرض أخر في البلاد العربية، وحاصرتنا السُلطات الإسرائيلة كما تعرف وتُحب أن تفعل، وعاملتنا ليس بايادي الحرير كالتي عاملت بها بني براك ، فكم من الالاف حينها من أهلنا سيهلكون !

تخيل معي ايضا ان يأتي وباء اكثر فتكاً - وسياتي وفق كل توقعات الخبراء - وتكون فيه المؤسسة مجبرة على أن تختار توزيع مواردها بين السكان ، أستختار ان تُعالج اليهودي أو "غير اليهودي" كما قال اكبرهم !

تخيل معي لو حلت جائحة - ممكن موجهة - ليس بالمسنين فقط ، ولا بمرضى الرئة او منخفضي المناعة ولا بأصفر ولا بابيض ، بل بالعربي فقط ، من سيغيثنا حينها!

ففي كل موجة من الأزمات تتجلى العُنصرية وتظهر جليا أولويات المسؤسسة الاسرائيلة والتي يقبع العربي في اخرها، وسيبقى الحال كما هو ما دمنا ننتظر الصدقة المؤسساتية، والتي ترضخ لسياسات الدولة التي بدروها ليس للعربي عندها من دور ولا يدخل الا في حسابات الخسارة .

لذلك وبعد انتهاء الكورونا - وستنتهي - يجب ان يكون المشروع العربي الاول - وللمدى القريب - هو بناء مستشفى عربي قطري في مركز البلاد ، وبمواصفات عالمية ، يملك المختبرات والاسعافات والكوادر البحثية ، مشروع ان لم نقم به الان سنندم عليه في حين لن ينفعنا فيه الندم ، فكلنا شاهدنا كيف ان دور العربي في تعامل المؤسسة مع نفس المرض جاء متأخرا ، بل وفي الخطوات الاخيرة ، وفقط لمنع الضرر الذي يمكن ان يصيب غير العربي في حال انتشر المرض عند العربي .

كيف اقصت نجمة داؤؤد الحمراء والمختبرات التي خلفها العرب من إمكانية الفحص حتى وصلهم الضغط الجماهيري والسياسي (مشكور الطيبي) ، وكيف يُوزع الجيش الطرود الغذائية على المسنين غسر العرب ، وكيف تخرج الطواقم الطبية من غرف العمليات لتصل بيت المريض وتخضعه لعملية ميدانية وفق الحاجة ، وكيف تجاهلت السلطات العمل من اجل ارجاع الطلاب العرب الى احضان اهاليهم كما فعلت مع زملائهم من غير العرب ( وايضا مشكور الطيبي).

ونحن العرب، وبعد حصولنا على الفتات المؤسساتي، علينا التعامل مع وباء "عالمي" بانفسنا، وملئ الفراغ الحكومي عبر بث وعي ذاتي داخلي لكيفية التصرف، وجمع تبرعات لجمعيات اهلية، وتوصيل الدواء الى المسنين بايدي متطوع فردي او جماعات غير رسمية، والحفاظ على أنفسنا بأنفسنا.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة