الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 17:02

الملحد والمنام المرعب/ اعداد: حازم إبراهيم

حازم إبراهيم
نُشر: 01/04/20 12:55,  حُتلن: 18:43

كانت نسبة الإلحاد في روسيا تعتبر الأعلى وبخاصة العاصمة موسكو ، ومن بين هؤلاء أحد العلماء المعاندين المستكبرين الذين أنكروا وجود الخالق وتحدوا رب العزة سبحانه وتعالى ، وكان يقول إذا كان الله موجوداً فأين هو؟ بل كان يسخر من الإسلام ومن آيات القرآن ويعتبرها أنها أساطير لا أكثر ولا أقل ، وعلى الرغم من ذلك كان يبحث عن الحقيقة ، وكان يحفظ اللغات ومن بينها اللغة العربية ، لقد شاء الله أن يرى هذا الملحد مناماً مرعباً حيث رأى نفسه وكأنه في وسط البحر ثم تحطمت السفينة وبدأ يغرق ، وفي اللحظة التي أدرك أنه سيموت مختنقاً وجد نفسه يصرخ ويقول : يا الله !! وإذا به يستيقظ وهو يلهث من شدة الخوف ، وبعد أن هدأ قال في نفسه : كيف أعترف بوجود الله وقد أنكرت ذلك لسنوات طويلة... ولكن الحلم بقي في ذاكرته حتى شاء الله أن يقرأ كتاباً عن الإسلام فيدفعه الفضول لمعرفة ما في هذا القرآن ، وعندما فتح ترجمة القرآن وقعت عينه على آية يقول تبارك وتعالى فيها: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا) [الإسراء]، وإذا بهذه الآية تصور له المشهد الذي رآه في المنام وتصف له أدق المشاعر التي يحس بها الإنسان لحظة الغرق، حيث ينسى كل شيء ويضل عنه كل شيء ولا يبقى إلا الله ليلتجئ إليه ، لقد أدرك أن هذا النداء : يا الله ! كان موجوداً في أعماقه منذ ولادته ، وأن هذا الكلام الذي سمعه في القرآن لا يمكن أن يكون من عند بشر لأنه لا يمكن لأحد وصف مشاعر من يشرف على الغرق إلا إذا كان عليماً بخفايا الأنفس وهو أعلم ما تخفي الصدور، فأدرك أن هذا القرآن ليس من عند بشر وأعلن إسلامه لأنه أيقن أن اسم الله موجود في داخل كل واحد منا ولا سبيل للهروب منه ، وكانت هذه الآية سبباً في إيمان ملحد، رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com     


مقالات متعلقة