الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 08:02

أمي يا شمس الروح/ بقلم: المحاضرة سائدة دغش

سائدة دغش
نُشر: 20/03/20 18:34,  حُتلن: 19:13

ها قد عدت يا اذار مسرعا، ونثرت عبيرك في الأرجاء، لتحيي من جديد عيد الأم، أليس كل يوم عيد بوجود قطعة ضوء، تبدّد الظلمات والعتمات؟

تزاحمت الأفكار، عساها تخطّك ترويك تقصك أيتها النفس الذي يسري في القلب والشريان، ولكني على يقين أن الحروف الكلمات والسطور، ترفع بوجودك الراية البيضاء، معلنة انتصارك، ولكن يكفيهم المحاولة لخطّك من جديد.
الأم يا من حملت بنا وهنا على وهن، وتغذينا وكبرنا من أنسجتك وخلاياك، أنت الملجأْ والستار الآمن.
كم من ليلة تسامرت مع النجوم والقمر، لننعم في نوم عميق لا يقلقه خوف أو مرض.
يا من نسجت الحب بخيوط، ليكون البيت الحاضن الداعم، حين تعصف الحياة بنا أو حتى تهب ريح عابرة خفيفة.
الأم ينبوع لا يجف، لا يكلّ ولا يملّ، بعطائه وحبّه غير المشروط، الذي ينبت كل حي فينا من جديد.
يا مصباح الأمل والسعادة، لتصرفات وليدك ولأدق تفاصيلها.
يا من كنت وما زلت الأمن والامان، حين تهيج المخاوف لترتجف الخلايا بمرورها، فكنت الحضن والجبر والقائد للمواجهة وطرحها صريعة، تلفظ أنفاسها الأخيرة.
الأم يا شراع النجاة في بحر الحياة، يا هناء العيش ورغده حين تضيق النفوس وأحضانها.
الأم يا بوصلة القلوب قبل الدروب، لننعم بضوء كاشف العثرات والتحديات.
يا قوّتي وقوتي، جبري ودعمي، بوصلتي وموصلتي حين تتقلب الآهات.
الأم، المطببة المسعفة لكدمات وندبات الحياة، الواقي من الشروخ والآلام.
حتى في تعبدك لنا حصة كبيرة في دعائك ، بالصّحة والتوفيق والنجاح والهمّة.
الأم يا بستان القلب، زرعت الزهور بأشكالها من قيم ومبادئ، من الصدق والشغف والعفّة، حب الحياة ونهل العلم، ليبقى شذاها يعبق في الوجوه والنفوس.
يا من علمتنا الكلمات، لنصقلها في قوالبها، لتواصل آمن محب بداخلنا ومع من حولنا...
أمي، قلمي ينبض بوجودك، وبدعواتك التي تنير الكون، لكنه يقف عاجزا أمام بريق عينيك ليكتبك.
كل عام وأنتن شموس ساطعة، ونجوم تزين السماء، ورحم من غيبهن الثرى، لكن طيفهن حي لا يموت.
مع خالص حبي وتقديري لكل من حملت أجمل لقب وأتقنته... أمي .

الكاتبة، الأخصائية والمعالجة النفسية، المحاضرة في كلية سخنين

مقالات متعلقة