لا يزال فيروس الكورونا ينتشر في عدد كبير من دول العالم ويحصد المزيد من الأرواح ، وفي ظل التعليمات والارشادات لوزارة الصحة الإسرائيلية والتي تمنع أي تجمهر لاكثر من 100 شخص ، التقينا الدكتور جلال طربية ، رئيس قسم منع الامراض المعدية في مستشفى زيف في صفد ومستشار في وزارة الصحة والذي استهل حديثه بالقول :" تجدر الإشارة الى ان ما يفوق 80% من عدد المصابين بالكورونا في إسرائيل ، تمت العدوى خارج إسرائيل ، في حين عدد قليل من المصابين أصيبوا بالعدوى داخل إسرائيل ولكن وزارة الصحة الإسرائيلية لا زالت تسيطر على الوضع ولديها معلومات عن كل شخص وكيف أصيب بالعدوى ، بالنسبة للإجراءات الاحترازية التي تتخذها وزارة الصحة فهي كافية حتى اللحظة ولكن لا استبعد تصعيد حادا لهذة الإجراءات في المستقبل ، تماشيا مع الوضع ".

وتابع :" وزارة الصحة الإسرائيلية تتعامل بجدية تامة مع الموضوع وتقوم بتوزيع ارشاداتها على المشافي الحكومية والخاصة على حد سواء بالإضافة الى المؤسسات الطبية المختلفة ، ولكن تجدر الإشارة ان المسؤولية الأكبر في قضي انتشار فيروس الكورونا تقع على عاتق المواطنين ، خصوصا العائدين من خارج البلاد والذين يجب عليهم الالتزام بالارشادات والدخول الى حجر صحي ".

نبذة عن فيروس الكورونا وسبل الوقاية
وتحدث د. طربية عن فيروس الكورونا ، قائلا :" فيروس الكورونا يتبع لعائلة فايروسات الكورونا الموجودة منذ عشرات السنين والتي تسبب لامراض معدية عند الحيوانات والطيور ولكن عندما تنتقل من الحيوانات للبشر تصبح اكثر خطورة ، في السنوات الأخيرة كان هنالك إصابات بفيروس الكورونا حيث شهدنا انتشار السارس في عام 2003 ، وأيضا انتشار الميرس في السعودية في عام 2012 والشرق الأوسط ، وانتشار فيروس الكورونا المستجد في 2019 ، وهو الأكثر خطورة من بينها وتكمن هذه الخطورة بسرعة انتقاله من شخص لاخر ، فعلى سبيل المثال اذا ما اخذنا 5 اشخاص مصابين بفيوس الكورونا ودمجناهم في 5 حلقات عدوى ثنائية سوق ينقلون المرض الى ما يقارب 370 شخص ، واذا ما قارنا الكورونا بفيروس الانفلونزا العادية ، واخذنا 5 اشخاص مصابين بالانفلونزا ودمجناهم في 5 حلقات ثنائية فقد يسببون الى 45 حالة عدوى جديدة ، ففيروس الكورونا ينتقل عن طريق اللمس وعن طريق الرذاذ التنفسي من شخص مريض على بعد مترين بالإضافة الى طرق انتقال أخرى ".

اين تكمن خطورة فيروس الكورونا ؟
وعن مدى خطوروة فيروس الكورونا ، قال طربية :" تكم خطورة الفيروس بسرعة الإصابة بالعدوى والاعراض التي يسببها الفيروس ، فاذا ما اخذنا على سبيل المثال السيناريو الصيني وما حدث في محافظة حوبيه والتي يبلغ عدد سكانها 56 مليون نسمة ، وأصيب هناك 84 الف شخص بفيروس الكورونا ، فاذا طبقنا نسبة الإصابة على إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها 9 مليون نسمة ، فسيبلغ عدد المصابين في الكورونا في إسرائيل 14 الف إصابة ، فقط 15 % من إصابات الكورونا هي إصابة صعبة في حين ان ما نسبته 3.5% يموتون بسبب الكورونا ، شريحة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم المسنين والأشخاص الذين لديهم في الخلفية الصحية امراض مزمنة ، لذلك تعمل وزارة الصحة الإسرائيلية على احتواء العدوى قبل انتشار الفيروس بشكل كبير ، كما حدث في إيطاليا والتي وصلت الى مرحلة افلاس في النظام الصحي ".

توقعات مستقبلية بخصوص الكورونا
وحول التوقعات المستقبلية ، قال الدكتور جلال طربية :" هنالك عدة سيناريوهات محتملة ، السيناريو الأول كما حدث في سينغافورة او اليابان وهنالك تمت السيطرة على انتشار الفيروس ، لان هذه المجتمعات تحترم الارشادات والتعليمات الحكومية يتم الالتزام بها وتطبيقها بحذافيرها وبهذة الطريقة تم احتواء الفيروس وعلاج الأشخاص المصابين ولم يصب أي احد من أعضاء الطواقم الطبية التي عالجت المرضى لانهم يملكون كافة المعدات للتعامل مع الفيروس ، وهنالك سيناريو اخر محتمل حصوله وهو سينريو الصين او إيطاليا وان يبلغ عدد الإصابات في إسرائيل 14 الف إصابة منهم 200 حالة صعبة وعدد الوفيات قد يصل الى 600 حالة وفاة وللذلك تعمل وزارة الصحة الإسرائيلية بجدية تامة للحيلولة دون حدوث هذا السيناريو ".