الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 18:02

التكاتف ورص الصفوف والوحدة تصنع النجاح -الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 04/03/20 23:20,  حُتلن: 07:45

الأخ محمد بركه رئيس لجنة المتابعة ,الاخوة أعضاء الكنيست ( متمنيا لكم النجاح والتوفيق) , الاخوة رؤساء السلطات المحلية , والى كل المواطنين العرب في هذه البلاد , احييكم وأقول لكم شكرا على وحدتكم وما تحقق من انجاز رائع في انتخابات الكنيست الأخيرة , لقد اثبتنا ان في حالة الوحدة والتكاتف ورص الصفوف هذا يؤدي الى نجاح والتغلب على كل الصعاب , ولذا أتوجه اليكم جميعا مواصلة هذا التكاتف والوحدة من اجل علاج واصلاح اوضاعنا الاجتماعية ومعالجة العنف وانتشار المخدرات وبيع السلاح غير المرخص , فأوضاعنا الاجتماعية مقلقه وخطيرة بدون ادنى شك , وأمن المواطن وحياته اصبح مهددا , المخدرات غزت مدارسنا ,وشبابنا وعنف المجتمع انعكس سلبا على تصرفات طلابنا , أوضاع التعليم في مدارسنا بحاجة الى ثورة وتغير في المناهج التعليمية , وللأسف هناك الكثير من أفراد المجتمع يتجه لحل خلافاته بأسلوب العنف والاعتداء والانتقام , فأحيانا شرارة جريمة القتل تبدأ بمشاجرة وتنتهي بإزهاق روح أحد المتشاجرين بدم بارد , هذه الأوضاع تحتم على الجميع وبالذات الذين في موقع المسؤولية التحرك بسرعة وإصلاح هذه الأوضاع التي تقلق وتؤرق مضاجعنا جميعا , فيا ترى ما هي الدوافع التي جعلت جريمة القتل أمرا معتادا يحدث كل أسبوع على مدار العام في مجتمعنا ؟
بودي استعراض مسببات الجريمة كما يعكسها الواقع , فهناك جرائم قتل تحدث بسبب الاختلاف على موقف سيارة، وأخرى بسبب الاختلاف على من له الحق في العبور، وثالثة ورابعة وعاشرة بسبب اختلاف الأقارب أو بين الأصدقاء والجيران حول أمور يمكن حلها بالإصلاح بين ذات البين , فكل هذه الجرائم لا تستحق حتى مجرّد التلاسن فكيف بالقتل؟
باعتقادي أن هناك أسباب كثيرة لازدياد الجريمة أهمها وجود سلاح غير مرخص بأيد الناس , وانتشار تجارة المخدرات واستعمالها , وعدم تطبيق القانون بشكل حازم من قبل الشرطه , والاستهتار بحياة الناس , وغياب التربية الأسرية الصحيحة – وضعف الوازع الديني والتربية الروحانيه , وأعتقد أن هناك عدة اسباب لانتشار الجرائم منها :
1 –الصراع على سوق تجارة المخدرات يؤدي احيانا الى القتل بين الأطراف , أو صراع اقتصادي في بعض الحالات يؤدي الى القتل , فعلى سبل المثال تاجر بمجال معين يظهر له منافس في نفس المجال قد لا يتحمل مثل هذه المنافسة فيؤدي به الى قتل منافسه .
2 –هناك اسباب ودوافع رومنسيه , مثل اكتشاف علاقه رومنسيه بين فتاه وشخص , فيقوم اخوها او احد اقاربها بقتل الشخص الذي له علاقه معها حفاظا على شرفها وسمعتها .
3- احيانا خلافات شخصيه تتطور وتصل الى درجة القتل وبالذات اذا توفر السلاح بيد القاتل , فوجود السلاح بيد المواطنين يشجع على استعماله لأتفه الاسباب .
4 - تقاعس الشرطة عن اكتشاف الجرائم يشجع تكرار حالات القتل , لان القاتل مقتنع ان الشرطه لن تكتشفه , فتخاذل الشرطه عن الكشف عن الجريمة ’ لا يشكل رادعا لحدوثها .
5— دافع او سبب آخر هو لا يلقى المجرمون الذين يدخلون السجون من يؤهلهم ويحتضنهم بعد خروجهم من السجون فيبقون في دائرة العنف , فهؤلاء ناقمون على المجتمع وعندهم استعداد لتنفيذ الجرائم البشعة ضد أفراده .
6 –التورط بقروض من السوق السوداء وعدم المقدرة على تسديد القروض ,
7 –الصراعات والشجارات العائلية على كرسي السلطة المحلية .
8 –عدم علاج مشاكل الشباب والبطالة وايجاد اطر ملائمة لهم .
كيف نخرج من هذا المأزق ؟
المسؤولية عن تفشي ظاهرة انتشار الجريمة تقع على الأهالي والمدارس والسلطة المحليه والمجتمع ورجال الدين والدولة نتيجة التقصير والإهمال , ولا يوجد علاج حقيقي وجدي للمشاكل الاجتماعية بسبب عدم وجود خطط لعلاج هذه الجرائم وقلة أعداد العمال الاجتماعيين في مكاتب الخدمات الاجتماعية الذين من شانهم معالجة المشاكل الاجتماعية ومشاكل المنحرفين .
علاج الجريمة يبدأ من الصغر في السنوات الاولى من حياة الفرد في العائله وفي المدرسة بزرع القيم والأخلاق والمعايير الاجتماعية والعادات الأصيلة وتقويه الوازع الديني واحترام القانون , وما نراه اليوم من اهمال تربيه الابناء والتسرب المبكر من مقاعد الدراسة لنسبه معينه من طلابنا , والبطالة المستشرية بين الشباب ومخالطتهم لرفاق السوء وانتشار المخدرات وتجارتها والأوضاع ألاقتصاديه الصعبة هي من اهم اسباب الجريمة . كذلك مهم جدا اجراء الصلح بين أبناء البلد الواحد في البلدات التي يوجد بها صراعات وشجارات عائلية حتى نقلل من الاحتقان العائلي ومن الشجارات العائلية الكارثية .
الدكتور صالح نجيدات

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة