الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 03:02

صرخة الشوق-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 18/02/20 20:53

صرخة الشوق
يا صرخةَ الشوقِ التي دُفِنت طويلاً
تحت طيّات الغيابْ
لا تسمعيها إن تداعى أسْرُها
وتفجّرت حين استعادَ رُجوعُها
عَبَقَ التُرابْ
غابت طويلاً ثم عادتْ..
عادت لأرضٍ لم تودّعْ جذرها
فتهَيَّئي لسَماعِ همْسات الندى
لرحيق زهر الأقحوانْ..
عادت نباتاً ثابتَ السيقانِ
والأوراقُ أضحتْ
مثل حدِّ السيفِ قاطعةً
فلا تخشى الجوارحَ
أو عروش الصوْلجانْ..
عادتْ كأزهارٍ مُحصّنةٍ
لها عَبقُ الزنابقِ والبنفسجْ..
في ضفةِ النهر استراحتْ
وانتشت بأريج أزهارٍ
تُجَلِّلُ حقلَها المُبهِجْ..
رفَلَت بنور الشمسِ
والصبّارُ أظهرَ صَبْرَهُ وإباءَهُ
متباهياً بسلاحهِ الأبيضْ..
لم تمَّحي من بالها يوماً
قطوفُ الموزِ
والبُطء المُمِلُ لدورةِ النَّوْرَجْ..
لا تسمعيها.. شاهدي وتأمَّلي!
فالآنَ عادَ لدارهِ الريْحانُ والعَوْسجْ..
لا تخشَيْ عليها
فبعد اليومِ لا الأنواءُ قادرةٌ
على دحرِ الجبالِ
ولا الثقافةُ حينما تُبنى
على جيشٍ مُدَجَّجْ..
لا شيءَ يحجبُ حُمرةَ الشَفقِ
لا شيءَ يوقف عودةَ الشوقِ
المُعَمَّدِ في هوى الشرقِ..
اليومَ عادت صرخةُ الشوقِ
التي نادتكِ من خَلف البحارْ
فاستقبليها في الشوارعِ والمزارعْ
وتبادلي معها الحكايات القديمةِ
عندَ مدرسةِ الصِغارْ.
يوسف حمدان - نيويورك
 

مقالات متعلقة