الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 18:01

حبات البلّور - بقلم: رماح ابداح


نُشر: 22/10/08 06:58

كُنّا ثلاثة كحبات بلُّورٍ تناثرتها الأرحام وغَرَزَت فيها
ملامحاً أنثوية شاقة تعِبَ الأطباءُ تفسيرَها:
فمعدنُ القلبِ تَشابَهَ وحنّوّ الأعصاب تَكاتف
ودمُ العاطفة له حِصَّةٌ لا تُقاوَم
اللونُ يشبه ثمرَ الشجر بعنّابِهِ
والعبقُ  شتلةُ نعناعٍ بأخضرهِ
حيثما زُرِعَت تصبح هي ذخيرة أرضٍ وتراب
كُنّا ثلاث ألوان.. تتبدّل
كلما امتزج لونٌ مع الدنيا بغنوتها
وانغمس آخرٌ في الترنيمةِ بحزنها
فلا تثبت اللوحة الزيتية على حالها
وتبقى تتأرجح بين ما قد أفسده الدهر
وعطّرَهَ المزاج.. لذا بتنا نعاتب
حشرجةَ اللوحة بريشتها وشقاوتها
كُنَّا ثلاثة بأناقتنا المعهودة
نطير كالحمام الأبيض سراباً
لنُفتشَ عن سر السعادة المكنونة
نركض كالغزلان الحالمة بلقاءٍ يلَّم شملَنا
في المقهى الكبير وهي تعمّه ضجةُ لغةٍ أخرى
منه يتصاعد دخانٌ وبخار,
ويستطيب للزائر والغريب
أن ينتقي ما بودّه من الأغراض
نتسابق إلى كراسينا الخشبية البنيّة
وهي التي عظامها نُهِشَت وأصبحت حكاية
لكلِّ جديد يستأنسُ بصديق هناك
كُنَّا ثلاثة.. تختال رفقتُنا على
جمال الصور الفوتوغرافية لمّا نحتلها
ونعذب مصورها لمّا يقصّر بكَرَمِهِ النفعيّ
لكنّ عيوننا تذبح نظرته فيأبى إلاّ أن يزوّد الصورة صورتين
فغرفتنا قَسّمناها  لقسمين
قسمٌ خُصِّصَ للوطن والآخر لعفوية البدن
وأصبح الحائط تذكاراً يضم ثلاث
الفنُّ بخلوده والغرابةُ بأملِهِ
والشعرُ برِماحِهِ
إلى مَنْ غابَت ثلاثيتهن.

مقالات متعلقة