الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

وأنت.. هل تَقْبل ضَمَّك لفَلَسْطين!/بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 31/01/20 10:47,  حُتلن: 15:21

مهند صرصور في مقاله: 

تعاملنا كفلسطيني الداخل مع المقترح ، والذي مر بمراحل من الإنقطاع حلت بنا وغيرتنا، وإجتاحت فِهْمنا للواقع الذي تبدل وتغرغر، وصِلَتنا الثقافية والوطنية مع "فلسطين" التي كادت ان تتلاشى ويذهب حِسُها

شباب اليوم ليس كأمسه، فثقافته اجنبية، وشغله رفاهيته، ومستقبله منافسة مادية، وهو برايي التغيير الاخطر من كل ما سبق، فلا رغبة اليهودي تقلقني ولا إحمرار شعر ترامب يؤرقني، وإنما فراغ فكر جيلنا وإنقطاع أوصاله مع جذوره هو طامتنا الكبرى

الادهى والامر، والذي يبث في قلبك الياس والأسى، انه عندما تجد الفلسطيني الحق الذي يحمل هم وطنه في قبله وعقله ويعيشه في يومه ، فلن تجده يُهرول الى الرجوع الى احضان فلسطين، وذلك لان فلسطين اليوم هي منظمة مُحتلة للإنسان الفلسطيني مثلما الاسرائيلية محتلة للارض الفلسطينية، فليس له الا ها هنا ليس تشبثا برفاهية كغيره، وانما كونه ليس له بيت غيره ولا وطن في العالم ياويه

نحن على ارضنا ها هنا قاعدون، سموها ما شئتم، ستبقى ارضنا، وليَحْكُمها من رغبتهم ستبقى ارضنا

اقتراح ضمنا للضفة او ترحيلنا ما يلبث أن يعود عبر افواة ومنصات مختلفة، وأكيد أن حُلَلَه لن تفارقنا في المستقبل القريب، ولكن الفارق هو تعاملنا معه المختلف في كل مرة، بشكل يعكس واقعنا الجديد.

فمرة سعدوا فلسطينوا الداخل لسماعهم للمقترح وكان عربي الهجاءة، حيث ظنوا أن أوصالهم المقطعة ستعود ويعود جريان دمهم في دورة متكاملة عند لم شملهم مع اهاليهم واقربائهم، وتارة وبعد مرور زمن على إستقرار حالهم وعند سماعهم للمقترح من جديد ومن افواة يهودية فزعوا وخافوا وتشبثوا ارضا الا يُنتزعوا ويُرَحَّلوا ليس حفاظا على ارضهم ولا حرصا على وطنيتهم وإنما خوفا على رفاهيتهم وجزعا مما سيؤول بهم تحت ما يسمى بالحكم الذاتي الفلسطيني، وفي الاخيرة يواجَه الإقتراح بالضحك والاستهتار وكانهم ضمنوا انه لن يحدث، وكانهم لا يتخيلون حدوثه فعلاً لايمانهم انهم لا ينتمون لذاك الطرف.

فهما زاويتان للمقترح نفسه، ولكن إختلف مُبادِرَه وتعامُلنا معه، فأما المبادرون فلا ادري من كان أخطرهم علينا، أتصديق العربي الخليجي عندما اقترح ذلك من بعد ما سلم فلسطين للصهيوني على طبق من ذهب ، او اليهودي الروسي عديم الاصل الذي لم يرد بمقولته الا رفع صيته الإنتخابي من خلال عنصرية يعشقها رواد بيته ، او الامريكي العنصري المتهور الذي غُرر به، وأُستُعمل كرهه الموجة لكل ما هو عريي وإسلامي .

والاهم من هذا كله تعاملنا كفلسطيني الداخل مع المقترح ، والذي مر بمراحل من الإنقطاع حلت بنا وغيرتنا ، وإجتاحت فِهْمنا للواقع الذي تبدل وتغرغر، وصِلَتنا الثقافية والوطنية مع "فلسطين" التي كادت ان تتلاشى ويذهب حِسُها ، فشباب اليوم ليس كأمسه، فثقافته اجنبية، وشغله رفاهيته ، ومستقبله منافسة مادية، وهو برايي التغيير الاخطر من كل ما سبق، فلا رغبة اليهودي تقلقني ولا إحمرار شعر ترامب يؤرقني ، وإنما فراغ فكر جيلنا وإنقطاع أوصاله مع جذوره هو طامتنا الكبرى.

والادهى والامر ، والذي يبث في قلبك الياس والأسى، انه عندما تجد الفلسطيني الحق الذي يحمل هم وطنه في قبله وعقله ويعيشه في يومه ، فلن تجده يُهرول الى الرجوع الى احضان فلسطين، وذلك لان فلسطين اليوم هي منظمة مُحتلة للإنسان الفلسطيني مثلما الاسرائيلية محتلة للارض الفلسطينية، فليس له الا ها هنا ليس تشبثا برفاهية كغيره، وانما كونه ليس له بيت غيره ولا وطن في العالم ياويه.

فنحن على ارضنا ها هنا قاعدون، سموها ما شئتم، ستبقى ارضنا، وليَحْكُمها من رغبتهم ستبقى ارضنا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة