الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 16:02

في رحم الظلمة فجر/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 04/01/20 07:56,  حُتلن: 14:41

في يومٍ لا تنفعُ فيه الذكرى
يكفيني أنّكِ في لب حناياها
شمسٌ دافئةٌ
تُعلنُ كلَّ صباحٍ
فجرَ حياةٍ أخرى..
لا يُحزِنُني
أن يُرخي الليلُ
سدولاً سوداءْ..
فالليل يُوَلِّدُ
من رحم الظُلمةِ فجرا
حين يسودُ الليلُ،
ويطفئُ قنديلَ حياتي،
سيُطرِّزُ ضوءَ محياكِ
على وجه سمائي بدرا
لن أقلقَ..
إن فتَكَ القيظُ بأشجاري
ستظلين بعيني باسقةً
فوقَ روابي الأرضِ
كدَوّارِ الشمسِ الباسمِ
واللوزِ الأخضرَ
والكُمّثرى..
حين سلكتُ طريقاً وعراً
ومشيتُ
على رملِ الصحراء الظمأى
لاحَ أمامي وجهُكِ
في الأفق الزاهي
فجرى دربي نهرا..
أنت الوردُ الباسمُ
في روض حياتي
وأنا لا أملكُ
إلا أن أعشقَ جناتٍ
حُجبت عن عيني قسرا..
لا يُرهِبُني
إن كان الدربُ إليك طويلاً
فسأنهبُ أميالَ طريقي
شِبراً.. شِبرا
لا ترتبكي..
إن قطعوا الدربَ أمامي
سأشُقُّ إليك طريقاً بِكْرا..
لا ترتبكي..
إن كان البحرُ أمامي
فأنا من أجلكِ
لا ترهبني أموجٌ هائجةٌ
يجرفها الإعصارُ
ولا أخشى أن أشربَ بحرا..
من أجلكِ
صرتُ أنا
فارسَ فرسانِ
الأرضِ الخضراءَ
ولا بأسَ
إذا كان حصاني مُحترفاً
أو كانت فرسي مُهرا..
لا تنعيني
إن خرَّ قِوامي
تحت رماد حنيني
فسأُبْعَثُ كالعنقاءَ
من الأرض الرمضاءْ
لأرى وجهَك يشرقُ ثانيةً
ويُنوِّرُ شمسَ حياةٍ أخرى.

نيويورك

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة