الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 07:01

عَجْبَ الذَّنَبِ/ بقلم: حازم ابراهيم

حازم ابراهيم
نُشر: 28/12/19 08:38,  حُتلن: 14:10

يدعي من ينكر البعث أن الإنسان بعدما يتحول إلى تراب لن يعود للحياة مرة أخرى ، لذلك فقد أودع الله تعالى شيئاً عجيباً في جسم الإنسان ، وهو جزء صغير جداً في أسفل العمود الفقري يسمَّى بعجب الذنب ( العصعص ) وقد بيَّنت البحوث العلمية الحديثة جداً أن الشريط الوراثي الأولي الذي خُلق منه الإنسان موجود في هذا الجزء المتناهي في الصغر.

والشيء العجيب أن الإنسان بعد موته يبدأ جسمه بالانحلال والتفكك ويفنى الجسد كله باستثناء عجب الذنب هذا ، وقد قام العلماء باختبار هذا الجزء من الإنسان وتعريضه لأقوى العوامل من إشعاعات وسحق وضغط وحرارة وغير ذلك فتبين ثبات هذا العجْب والحفاظ على تركيبه مهما كانت الظروف ، وهنا تتجلى عظمة البيان النبوي عن هذه الحقيقة العلمية الثابتة ، يقول صلى الله عليه وسلم عن عجب الذنب : (كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ ) صحيح مسلم ، إن الجزء الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم صغير جداً ، والشريط الذي بداخله لا يُرى إلا بالمجاهر الإلكترونية المتطورة ، وإذا تأملنا الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم : (منه خُلِق وفيه يركب) نجد في هذا الكلام العلمي البليغ معجزة علمية ، لأن العمليات التي يتم خلالها خلق الإنسان في بطن أمه وتطوره حتى يكبر ثم يموت ، جميع هذه المعلومات موجودة في عجب الذنب وينقلها لكل خلية من خلايا الإنسان ، فإذا ما ماتت خلايا الإنسان بقي هذا الجزء الصغير محفوظاً برعاية الله تعالى حتى لو تعرض لأشدّ أنواع الضغط والحرارة.

وقد قام العلماء حديثاً باختبارات على المادة الوراثية الموجودة داخل خلايا الإنسان وهي ما يسمى بـ (DNA) ، وقد تضمنت التجربة وضع بعض من جزئيات هذه المادة في أنبوب داخل حجرة خاصة وتم تعريض هذه العينة لانفجار يماثل الانفجار الناتج عن تصادم مذنب ضخم بالأرض وهذه التصادمات مرت بها الأرض في بدء تكوينها منذ ملايين السنين ، وقد تم تعريض المادة الوراثية إلى أكبر أنواع الضغط والحرارة والأشعة وكانت النتيجة المذهلة أن هذه المادة لم تتأثر ، بل بقيت محتفظة بخصائصها وتركيبها ، إذن يمكن القول : إن عجب الذنب مهما تعرض لعوامل فيزيائية ونووية وكيميائية يبقى الشريط الأولي داخله محتفظاً بخصائصه ، وهذا ما نجده في قوله صلى الله عليه وسلم : (إن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة. قالوا : أي عظم هو يا رسول الله ؟ قال : عجب الذنب ) رواه مسلم ، وكل هذه الحقائق احتوتها الأحاديث النبوية الشريفة ولم تتوصل العلوم التجريبية إلى معرفتها إلا بعد مئات السنين ، فلا يمكن لعاقل أن يتصور مصدراً لهذه الحقائق العلمية من قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة غير وحي صادق من الله الخالق الذي خلق فأبدع ، وألهم خاتم أنبيائه النطق بهذه الحقائق ليبقى فيها من الشهادات على صدق نبوته ورسالته ما يكون ملائماً لكل إنسان في كل عصر وزمان ، وسبحان من عَلَّم هذا النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة