للمرة الأولى وبمناسبة عيد الميلاد المجيد استضافت عروس البحر مدينة يافا مسرحية " كسارة الجوز " وهي أضخم عرض استعراضي غنائي راقص وقد خرج المشاهدون منها بقلوب مفعمة بالانبساط والدهشة لرقي هذا العمل الفني الذي تمت ملاءمته لـ طبعة عربية رشيقة ومعبرة.
وقد أنتجت جمعية الموكب من الناصرة هذا العمل الفني العالمي الرفيع بمشاركة مدرسة الأمل للرقص المعاصر، من إعداد وإخراج رشا جهشان وإشراف الموسيقار بشارة الخل الذي تولى مهام التوزيع الموسيقي وبمشاركة هبة بطحيش وعلاء شرش وسما شوفاني في الغناء والتمثيل. وعلى خشبة مسرح أنيس في يافا عرضت هذه المسرحية العالمية الراقصة التي سبق وقدمت في دول أخرى بعدة لغات وفيها نامت البنت كلارا حزينة عندما تعطلت هديتها، " كسارة الجوز " على شكل جندي، وفي منامها ليلا"، اتتها امرأة كملاك تحثها على البحث عن النور، لكي يزول حزنها. في المنام تجولت كلارا في بلاد الثلج، وغابة الفقراء وحتى سألت ملكة الورود.. "اين النور؟ اسمحولي.. رايتم نور؟؟.. دلوني عليه... رح يساعدني ابطل حزينة". فلم تجده. ويأسها بات واضح.. وعندها، أتتها الامراة الملاك ثانية"، وأسرت لها :
" رح احكيلك سر... النور، النور قريب كثير ، اكثر من ما تتخيلين، النور بداخلك ... عندما تظلم الدنيا في الخارج، وتظلم احيانا" في الداخل". وفعلا وعلاوة على القيمة الفنية الموسيقية للعرض فهو يحمل رسالة في قمة الإنسانية ترمز لعيد الميلاد المجيد وأعمق معانيه : لنبحث عن النور.. في الداخل اولا" ونشعله للخارج.
ومسرحية كسارة الجوز أو كسارة البندق هي إحدى روائع المؤلف الموسيقي تشايكوفسكي والتي بدأ في تأليفها في العام 1891 وأنهاها في 1892م، وهي عبارة عن باليه من فصلين مأخوذ عن قصة اقتبسها من الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما الأب والتي اقتبسها بدوره من قصة (كسارة البندق وملك الفئران) لأرنست هوفمان. تعتبر باليه كسارة البندق من أكثر الأعمال الكلاسيكية ارتباطا بأجواء الشتاء واحتفالات الكريسماس، وقد وضع تصميم الرقصات أحد أشهر مصممي الباليه وهو ماريوس بتيبا واستكمله تلميذه ليف إيفانوف. شخصيا تمتعت كثيرا بهذه المسرحية الاستعراضية الفاخرة بمستوى عالمي من الغناء، رقص الباليه، الجاز وفنون الإضاءة لمسرحية "كسارة الجوز"، وهي بالأصل ألحان الملحن شايكوفسكي، مكللة ب أغاني عيد الميلاد بالعربية. شكرا لكل من ساهم وشارك في تطوير لغتنا الإنسانية الراقية بأصوات الموسيقى والمسرح والمعاني الكبيرة.
إقرا ايضا في هذا السياق:
- هموم مسرحية – قبل ان يرفع ستار انتخابات 2021-اديب جهشان
- أطوار الغواية مسرحية في رواية/ د.صافي صافي
- مهرجان مسرحيد 2020 يغلق أبوابه بعد نجاح منقطع النظير:أفضل مسرحية بين "واحد للطريق" و"جثة على الرصيف"
- لكع بن لكع- حكاية مسرحية لإميل حبيبي بقلم: شاكر فريد حسن
- عدالة عن مسرحية اعتذار نتنياهو البائسة: الاعتذار الحقيقي هو المحاسبة والمحاكمة
- يافا| بالصور من مسرح السرايا: انطلاق مسرحية "أيام التنظيم"
- المسرحية الشعرية "مأساة وضّاح" اصدار جديد للشاعر سامي مهنا
- هموم مسرحية –الراحل الباقي – / بقلم: أديب جهشان
- نظرة من الداخل - مسرحية: الملح الفاسد/ بقلم: نبيل عودة
- الناصرة: عرض تجريبي اول لمسرحية نيسانة وعبقور في الطرقات