الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 16:02

الجامعات الإسرائيلية تتوقع من الطالب العربي الاندماج – بدون أن تتغير/ ياعيل ماعين

ياعيل ماعين
نُشر: 22/12/19 14:45,  حُتلن: 15:08

ياعيل ماعين:

سبب تزايد عدد الطلاب العرب الذين يتوجهون للدراسة الاكاديمية لأبواب الاكاديمية ينبع الى حد كبير من التشجيع لهذا الاتجاه من قبل الأهل لأولادهم للتوجه للتعليم العالي

هناك شيء جيد يحدث في أروقة المؤسسات الأكاديمية العليا. فقد افتتح هذا العام الدراسي أيضا مع ارتفاع في عدد الطلاب العرب الذين يدرسون فيها، ويشكلون 17% تقريبا من مجموع طلاب اللقب الأول في إسرائيل. ومع ذلك، والى جانب هذه المعطيات المشجعة، نشهد أيضا ظاهرة التسرب عند الطلاب العرب بنسبة أكبر من الطلاب اليهود. تعكس هذه الظاهرة الازمة التي يعيشها الطلاب والطالبات العرب عند دخولهم أبواب المؤسسات الاكاديمية، والتي اتخذت في السنوات الأخيرة خطوات كبيرة وهامة من أجل تسهيل اندماجهم في التعليم، ولكن دون تغيير أعمق فأن هذا الدمج يكون ناقصاً.

سبب تزايد عدد الطلاب العرب الذين يتوجهون للدراسة الاكاديمية لأبواب الاكاديمية ينبع الى حد كبير من التشجيع لهذا الاتجاه من قبل الأهل لأولادهم للتوجه للتعليم العالي، ولكن لا يمكن تجاهل تأثير مشروع "الاتاحة الأكاديمية للعرب، والدروز والشركس"- مشروع قطري مخصص له ميزانيات كبيرة، والذي يوفر للطلاب أدوات وخدمات بهدف مساواتهم لظروف مماثلة لزملائهم في التعليم مثل تحسين المهارات اللغوية، المهارات التعليمية، والتوجيه للتعرف على المؤسسة). المشروع، والذي يعمل في 30 مؤسسة أكاديمية تحت اشراف لجنة التخطيط والميزانية ومجلس التعليم العالي، يشكل سلم يساعد في تخفيف شروط القبول غير المتكافئة لمجموعة الأقلية، مساعدتهم في الوصول للمؤسسة الاكاديمية وإنهاء السنة الأولى بنجاح.

برامج الاتاحة مهمة للطلاب العرب، ولكن يجب الانتباه الى انها تعالج جانباً محدوداً جداً من دمج العرب في الاكاديمية، في الواقع، وبالرغم من هذه البرامج، فقد أظهرت دراسة تم نشرها من قبل خبراء من قسم الاقتصادي المسؤول في وزارة المالية في الشهر الماضي، نتائج تشير الى إخفاقات في استيعاب الشباب من المجتمع العربي في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل: نسبة تسرب عالية، فجوات كبيرة بين الرجال والنساء، والاتجاه الآخذ بالتزايد للشباب العرب في التوجه للتعلم الى الخارج، خاصة في شرقي أوروبا وفي السلطة الفلسطينية. هذا أمر غير مفاجئ.
تشير العديد من الأبحاث في العالم بأن تسرب الطلاب من مجموعات الأقلية غالبا ينتج من قلة الشعور بالانتماء للمؤسسة.

يجب تسليط الضوء لسياسة الدمج التي تقترحها المؤسسات الاكاديمية للطلاب العرب. تتوقع المؤسسات في إسرائيل من الطلاب العرب الاندماج دون أن تتغير المؤسسات نفسها. تقترح المؤسسات سياسة تكامل تدعو الأقلية الاندماج في ثقافة الاغلبية-انها سياسة غير واقعية لأقلية قومية والتي تعاني منذ سنوات معارضة ثقافتها، لغتها وهويتها. سيكون الحل الأكثر استنارة هو الحل الذي يقدم للطلاب العرب اقتراحا واقعيا: الاندماج في مؤسسة تعكس وتعّبر عن هويتهم الخاصة، في المواد التعليمية، في الفعاليات الطلابية، في إعطاء منصة مفتوحة للخطاب، التعبير والمناقشة العامة التي تتبناها المؤسسة.


لا يتمتع العرب في إسرائيل بالمساواة الأساسية في التعليم. المناهج الدراسية في المدارس والأكاديمية لا توفر لهم فرصة للتعلم والاعتزاز بتراثهم، وللقيام بتطوير هويتهم. لا توجد في إسرائيل جامعة عربية للطلاب العرب الفلسطينيين. نتيجةً لذلك، لا يمكن أن تتطور لغتهم وثقافتهم وهويتهم ويصبحوا اثرياء والوصول الى مناصب عالية. علاوة على ذلك، في العديد من المؤسسات فعلياً، يشعر الطالب العربي بالسخرية من الهوية القومية، وفي بعض الأحيان تُفرض عليه عقوبات بسبب إقامة فعاليات بمناسبة يوم وطني فلسطيني.

يتطلب الدمج الكامل للطلاب العرب من الأكاديمية اتخاذ خطوة للأمام، ودراسة كيفية ضمان المساواة الأساسية للطلاب والطالبات العرب. طالما لا تكون الجامعات منفتحة أيضًا أمام تغيير جوهري يحترم هوية الطالب العربي في الجوانب الاجتماعية، والإجراءات والمناهج الجامعية-لن يكون هناك دمجًا تامًا للطلاب والطالبات العرب في الأكاديمية. الأكاديمية هي بوابة للمجتمع الإسرائيلي بأسره، ومن هذا الفشل سنخسر جميعاً.


----------------------
* الكاتبة مديرة قسم التعليم والارشاد من أجل حياة مشتركة في جمعية مبادرات إبراهيم، ورئيسة منتدى الزملاء لبرنامج النهوض بالتعليم العالي في المجتمع العربي، وتحّضر لرسالة الدكتوراه في علم الاجتماع في جامعة حيفا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة