استمع الحضور إلى مداخلات من رئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان، الذي سرد القصة الشخصية لعائلته مع عائلة أخرى في المدينة انتهت بجريمة قتل المرحوم عزمي أبو صهيبان

تحت عنوان "نسامح لنرتقي" عقد أمس الأربعاء، في المركز الجماهيري تل السبع، لقاء جمع مستشارين تربويين بعدد من القياديين، تناول قضية العنف المستشري في المجتمع العربي، وطرق عملية لمناهضته.

بادر إلى هذا اللقاء مفتشة المستشارين في لواء الجنوب المربية نجوى أبو النمر-عباس، ورافقها في التحضير المرشدين همامة زبارقة، هيبة شيمي، سماهر حبيب الله، سميرة السيد، علياء القريناوي، فايزة الروايعة، رُلى حجّاج وأحمد قدح.

وقد استمع الحضور إلى مداخلات من رئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان، الذي سرد القصة الشخصية لعائلته مع عائلة أخرى في المدينة انتهت بجريمة قتل المرحوم عزمي أبو صهيبان، وأبكى كامل ريّان الحضور حين سرد قصته الشخصية وفقدانه لنجله المرحوم في جريمة قتل. وتحدث أيضا عددا من مدراء المدارس الذين شاركوا في الندوة.
وتحدثت المستشارة التربوية تحرير أبو عرار أمام الحضور عن قصتها الشخصية حيث أبت أن تجلس في البيت بعد يوم من حرق منزل أهلها وإطلاق النار على بيتهم، خلال شجار مؤسف بين أبناء العائلة الواحدة في البلدة، وحضرت إلى المدرسة لتسمع وتُسمع كيف من الممكن الابتعاد عن دائرة العنف، وقامت باحتواء طلاب كان البعض منهم شركاء في العنف في الليلة السابقة لحضورها إلى مدرستها. وقد أثرت أبو عرار كثيرا على الحضور، الذين حيوها على مهنيتها ونُبل أخلاقها.

وعرضت المفتشة نجوى أبو النمر-عباس الطرق العملية لمجابهة آفة العنف، خاصة في المدارس، حيث أكدت أنّه "لا يخفى على أحد منا حجم الألم والمأساة الذي نشعر به بعد كل حادثة قتل تعصف بمجتمعنا. يؤلمنا جدا إزهاق كل هذه الأرواح لأننا نعلم أن خلف كل روح أحلام تقتل ويتم القضاء عليها، عائلة تعيش حالة من الحزن والألم المستمر، نؤمن أن لكل شخص قصة وحياة ونسعى دوما لتذكير الناس بحجم المأساة، ودورنا في محاربة هذه الظاهرة. لذا يتوجب علينا كتربويين، وانطلاقا من ايماننا بدورنا الهام جدا في بلورة وتطوير برامج وتوظيف الامكانيات المتاحة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، بناء خطة استراتيجية تضع حدا لآفة العنف وتوقفها عند حدها، قبل فوات الأوان، والعمل وفق برنامج وقائي لمنع العنف وتحسين المناخ التربوي المدرسي".

وأشارت المستشارة التربوية أميرة أبو سكوت، في حديث لمراسل "كل العرب"، في ختام اليوم التربوي الحافل إلى أهمية مثل هذه اللقاءات، نظرا للعلاقة المباشرة بين المستشارين التربويين وجمهور الشباب – الذي يشكّل غالبية الشريحة السكانية المتورطة في العنف.