الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 11:02

الرئيس الفلسطيني مع انخراط الدروز في الجيش الإسرائيلي/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 16/12/19 09:26,  حُتلن: 14:42

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

"الشباب الدروز بخدموا في الجيش.. بدهم يعيشوا" ما هذا يا أبو مازن؟ صحيح أن شباب الدروز مجبرين قانونياً على الإنخراط في الجيش الإسرائيلي شاؤوا أم أبوا، لكن هناك حركات درزية لمناهضة التجنيد الإجباري للدروز، وكان على أبو مازن أن يحترم موقف هؤلاء خصوصاً أن الوفد الذي استقبله أبو مازن كان من ضمنه من يرفض التجنيد الإجباري للشباب الدرزي

أساليب العيش يا سيادة الرئيس لا تتوقف فقط على الانخراط في الجيش، كما ادعيت أنت، بل هناك طرق عديدة للعيش

كاتب المقال "اللقاء مع السلطة الفلسطينية"هادي زاهر استهجن موقف أبو مازن وخاطبه بالقول: " هل وظيفتك ايجاد المبررات لمن يريد ان يخدم في جيش الاحتلال؟ وماذا نقول لمن دخل السجون وعُذب وخرج مجنونا من السجن او سُدت مصادر الرزق امامه لمعارضته الخدمة في هذا الجيش اللعين؟!! هل نقول له لا باس ان السلطة الفلسطينية تتفهم ذلك؟!!

كان المفروض بأبي مازن أن لا يقحم نفسه في هذا الموضوع، لأن موقفه هذا يعتبر تشجيعاً للدروز للخدمة في الجيش، وكان عليه أن يحترم موقف المعارضين للتجنيد وليس أن يكون ضدهم

في الثالث والعشرين من الشهر الماضي استقبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفدًا من "جمعية العون الدرزي" والذي تم استقباله بحفاوة كما جاء في مقال نشره هادي زاهر في (موقع العرب) في الثلاثين من الشهر نفسه تحت عنوان "اللقاء مع السلطة الفلسطينية" مع صورة جمعت الإثنين. ولا يهمني كمحلل سياسي كيفية الإستقبال إن كان بحفاوة أو غيرها بقدر ما يهمني مضمون اللقاء.
في الحقيقة لا أريد الخوض في كلمات الضيوف، لأن هذا يحتاج إلى تحليل طويل، لكن الذي لفت انتباهي ما قاله عباس في كلمته أمام ضيوفه الدروز القادمين من من الداخل الفلسطيني. فأنا أتفق مع "ابو مازن" في نقطتين: أولهما حديثه عن المناضل الكبير كمال جنبلاط الذي استشهد دفاعاً عن القضية الفلسطينية، والذي كان لي شرف إجراء مقابلة معه حيث عرفته عن قرب، وثانيهما حديثه عن مواقف سلطان باشا الأطرش. لكني أختلف معه في نقطة مهمة حيث قال خلال الحديث عن انخراط الشباب الدرزي في الجيش الإسرائيلي: "الشباب الدروز بخدموا في الجيش.. بدهم يعيشوا" ما هذا يا أبو مازن؟ صحيح أن شباب الدروز مجبرين قانونياً على الإنخراط في الجيش الإسرائيلي شاؤوا أم أبوا، لكن هناك حركات درزية لمناهضة التجنيد الإجباري للدروز، وكان على أبو مازن أن يحترم موقف هؤلاء خصوصاً أن الوفد الذي استقبله أبو مازن كان من ضمنه من يرفض التجنيد الإجباري للشباب الدرزي. وأساليب العيش يا سيادة الرئيس لا تتوقف فقط على الانخراط في الجيش، كما ادعيت أنت، بل هناك طرق عديدة للعيش.
وليس من المستبعد أن يكون موقف أبو مازن إيجابياً من الشباب المسلمين والمسيحيين الذي ينخرطون طوعاً في الجيش الإسرائيلي لأن هؤلاء الشباب أيضاً " بدهم يعيشوا" حسب تبرير محمود عباس. موقف أبو مازن يأتي في وقت تزداد فيه نسبة الأصوات الدرزية الوطنية التي تطالب برفض الخدمة العسكرية. كما أن معطيات لمؤتمر هرتزليا الأمني أظهرت تراجعا في نسبة الجنود الدروز في الجيش الإسرائيلي .
حتى كاتب المقال هادي زاهر استهجن موقف أبو مازن وخاطبه بالقول: "هل وظيفتك ايجاد المبررات لمن يريد ان يخدم في جيش الاحتلال؟ وماذا نقول لمن دخل السجون وعُذب وخرج مجنونا من السجن او سُدت مصادر الرزق امامه لمعارضته الخدمة في هذا الجيش اللعين؟!! هل نقول له لا باس ان السلطة الفلسطينية تتفهم ذلك؟!!
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من الإشارة إلى أن نائباً سابقاً في الكنيست كان قد وصف رئيس السلطة الفلسطينية في الثاني من شهر نيسان /أبريل عام 2016 بأنه (غاندي العرب)، ولست أدري ما الذي فعله أبو مازن لشعبه حتى يسارع النائب بإطلاق هذا اللقب عليه. غاندي قاوم الاحتلال وأعلن العصيان المدني ضد المحتلين ولم يقم بتنسيق أمني مع من يقصفون شعبه ويعتقلون أبناء جلدته. غاندي وصل إسمه إلى كل العالم ولا يزال حديث الرأي العام العالمي بسبب حكمته فماذا فعل أبو مازن حتى يطلق عليه هذا اللقب. غاندي ظل في بلدته ووطنه ودعم كل من يعود للوطن من المهجر، بينما تنكر أبو مازن لحق العودة حيث قال انه لا يريد الرجوع لمسقط رأسه صفد إلا سائحاً فقط. فبأي حق يلصق اسم غاندي بمحمود عباس. ولو كنت مكان السفير الهندي في إسرائيل لقدمت احتجاجاً على إهانة غاندي.
كاتب المقال هادي زاهر، يذكّر الرئيس الفلسطيني أنه ومعه أشخاص دروز آخرين اجتمعوا عدة مرات مع رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني، وتم اتخاذ قرارات ولم ينفذ منها أي شيء، باستثناء تدوينها في سجل البروتوكولات. صحيح أن هادي زاهر أراد أن يذكر أبو مازن بلقاءاته مع المدني على أساس "فذكر إن نفعت الذكرى" لكن المضيف عباس لا يعنيه من هم ضد التجنيد الإجباري للدروز بل من هم مع موضوع تجنيد الشباب الدرزي "لأنهم بدهم يعيشو" حسب قوله، ولا يمكن في هذه الحالة أن يكون موقف المدتي مخالفاً لموقف رئيسه فالإثنان من طينة سياسية واحدة، وما يقوله الرئيس "مقدس" وممنوع انتقاده ومن يتجرأ على الإنتقاد "يخرج من مكتبو وبسكر الباب من برا بدون رجعة" .
كان المفروض بأبي مازن أن لا يقحم نفسه في هذا الموضوع، لأن موقفه هذا يعتبر تشجيعاً للدروز للخدمة في الجيش، وكان عليه أن يحترم موقف المعارضين للتجنيد وليس أن يكون ضدهم.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة