الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 09:02

الاعتداء على المعلم خط أحمر/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 14/12/19 11:03,  حُتلن: 20:57

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

ناقوس الخطر يدق بصوت عال، وإنّ استمرار هذا العنف المدرسي يشكل خطرا على مستقبل أجيالنا في هذه البلاد

تمّ مؤخرًا الاعتداء على معلم في مدينة طمرة وحرق مركبة مدير مدرسة اخرى، فالى اين وصلت بنا الأوضاع؟، فهل نطلب حراسه شخصية لكل معلم ومدير كما تم تعين حراس لبعض رؤساء السلطات المحلية ؟

قبل عقدين او اكثر لم يتجرأ أي طالب الاعتداء على المعلم ,الذي كان له هيبة ومكانه واحترام،وكان الاب يقول للمعلم : " خذ لحماته واعطيني عظماته " وكانت للصفعة التربوية اثرها على صقل شخصية الطالب وتصرفاته وتحضير دروسه والتزامه بالآداب وعدم الوقاحة واحترام قوانين المدرسة ... وزملاءه،هذه الايام تغيرت الاحوال والظروف ،واصبح المعلم يخاف من الطالب الوقح ومن تمادي اهله ودعمهم له ,ومن تقديم شكوى ضده في الشرطة،وأصبحت بعض مدارسنا الثانوية مسرحا للطوشات بين الطلاب،بدلا من ان تكون صرحا تعليميا وعلميا،بدوافع وأسباب مختلفة،تستدعي تدخل الشرطة في بعض الاحيان ، ومنسوب العنف في مدارسنا على ما يبدو يعكس العنف المستشري في مجتمعنا،وهذا يعني أن العنف الذي يحدث في مجتمعنا لأتفه الاسباب تأثيره مباشر على أبنائنا الطلبة،وللأسف قد يتطور هذا العنف المدرسي الى عنف دموي ، واستخدام العيارات النارية كما حصل في احدى المدارس قبل اكثر من سنه في منطقة المثلث،ومرة أخرى في ذات المدرسة طعن خمسة طلاب بالسكاكين ، وكذلك استعمال السلاح الأبيض في هذه الشجارات في مدارس ثانويه أخرى،واستعمال الغاز المسيل للدموع والعصي،وأصبحت هذه الشجارات في ازدياد وتشكل خطورة على مجرى العملية التعليمية،وعلى مستقبل مجتمعنا وتنخر كالسوس في اساسات المجتمع.

ظاهرة العنف في مدارسنا تعبر عن فشل تربوي للأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المختلفة التي فشلت في علاجها والتعامل معها،مما زاد منسوب هذا العنف في مدارسنا،وأصبح يشكل خطرا على العملية التعليمية واثر سلبا على معنويات المعلم وعلى عطائه،فاعتداء الطالب على المعلم خط احمر ويجب التفكير بحماية المعلم بكل الوسائل.

ناقوس الخطر يدق بصوت عال، وإنّ استمرار هذا العنف المدرسي يشكل خطرا على مستقبل أجيالنا في هذه البلاد، يجب تضافر كل الجهود بين الاسرة والمدرسة والسلطات المحليه والمساجد والكنائس والخلوات في علاج هذا العنف الذي يتغلغل عميقا بين طلابنا الذين هم العمود الفقري لمجتمعنا مستقبلا،وكلي امل أن تلقى هذه الظاهرة الخطيرة العلاج والاهتمام وتوضع في اول سلم الافضليات لعلاجها من قبل قيادات مجتمعنا قبل استفحالها وعندها يصعب علاجها .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة