الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 06:02

على من نراهن يا عرب؟

بقلم: الشَّيخ حمَّاد أبو دعابس

الشَّيخ حمَّاد أبو
نُشر: 04/12/19 22:12,  حُتلن: 10:21

الشَّيخ حمَّاد أبو دعابس - رئيس الحركة الإسلاميَّة في مقاله:

منذ زمنٍ بعيدٍ ، ما عدنا نعوِّل على الحكومات العربيَّة الرَّاهنة ، أن تحرِّر لنا أوطاناً سليبةً ، أو مقدَّساتٍ مهيبةً ، أو تعيد لنا أُمَّةً تليدةً 

كانت المدينة المنوَّرة ، في أرض الحجاز العامرة ، أوَّل عواصم المسلمين ، في عهد نبيِّه الكريم وخلفائه الرَّاشدين الأوائل . ثمَّ انتقل مركز الثِّقل إلى الكوفة في العراق زمن سيِّدنا عليٍّ بن أبي طالب ، ثمَّ إلى الشَّام إبَّان عهد الأمويِّين ، ثمَّ عادت العراق لقرونٍ طويلةٍ تحمل اللِّواء ، حتَّى انتقل إلى القسطنطينيَّة ( إسطنبول لاحقاً ) ، والَّذي بسقوطه تشتَّت الشَّمل ، وتمزَّقت الأوطان.

أمَّا النِّصف الثَّاني من القرن العشرين ، فاتَّجهت فيه الأنظار صوب القاهرة أوَّلاً الأخت الكبرى ، ثمَّ العراق الرُّكن الشَّديد ، وظلَّت للشَّام هيبتها ، ولأرض الحرمين قداستها . فانقضَّ أعداء الأمَّة على مصر فسلخوها عن محيطها العربيِّ والإسلاميِّ بمعاهدة كامپ ديڤيد ، ثمَّ على العراق فدمَّروها وأفسدوها بالحرب والإحتلال ، ولعبوا بالشَّام وعبثوا بكلِّ ما فيها ، ثمَّ استفردوا بجزيرة العرب ، فنهبوا أموالها ، وقطَّعوا أوصالها ، وأشغلوها بحروبٍ لا رجاء منها ولا خير فيها .

نقارب ونسدِّد حتَّى يستبدلهم الله
منذ زمنٍ بعيدٍ ، ما عدنا نعوِّل على الحكومات العربيَّة الرَّاهنة ، أن تحرِّر لنا أوطاناً سليبةً ، أو مقدَّساتٍ مهيبةً ، أو تعيد لنا أُمَّةً تليدةً . فقد استحكم أعداء الأمَّة بكلِّ شؤونها ، وباتوا يقرِّرون لهم من خارج أوطانهم ، ما يزرعون ويصنعون ، ويبيعون ويشترون ، ويحفظون أو يردِّدون ........ بل ما يقولون وما يسمعون . وما عدنا ننتظر إلَّا أن يستبدلهم الله تعالى ، مصداقاً لوعده الأكيد : " وإن تتولَّوا يستبدل قوماً غيركم ثمَّ لا يكونوا أمثالكم " .
كنَّا وما نزال نطمع في نهضةٍ نوعيَّةٍ في كلِّ الأقطار العربيَّة ، ثمَّ وحدة شاملةٍ بينهم جميعاً في برامج طموحةٍ ، ترتقي بالأُمَّة ، وتعيد لها مكانتها وهيبتها . ولكن الحُكَّام يمنعون أيَّ بوادر نهضةٍ ، والأعداء يقمعون أيَّ أملٍ في وحدةٍ . وعليه فإنَّ الرِّهان ليس على عربٍ ولا عجمٍ ، لا حُكَّام ولا محكومين ، بل الثِّقة الأتمُّ واليقين الأكمل ، على من بيده نواصي الخلق أجمعين ، القائل بحقٍّ واقتدارٍ جلَّ جلاله : " وتلك الأيَّام نداولها بين النَّاس " .
يا أهلنا في الوطن السَّليب
فليبق فيكم خاطرٌ لا يغيب
شمس العُرب إن آلت للغروب
فأهل الأرض أدرى بالدُّروب
سنقهر بالهدى كلَّ الخطوب
ويقيننا أنَّ علَّام الغيوب
ناصر المظلوم كشَّاف الكروب
فلندحر الخذلان بترك الذنوب
كي تفرح القدس ولاجئنا يؤوب
ويعمَّ الخير شعبي وكلَّ الشُّعوب
" والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون "

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة