الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 10:02

لماذا لا يحمل المثقف العربي هموم مجتمعه؟/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 27/11/19 07:25,  حُتلن: 08:13

في كل بلد من بلداتنا والحمد لله، نسبة خريجي الجامعات لا يستهان بها، وهناك الاف طلاب الجامعات العرب، وآلاف من حملة شهادات الدكتوراة والماجستير والأطباء، وهؤلاء يجب أن يساهموا بتطوير بلداتهم وبتحسين أوضاعها، فأين تأثيركم على مجريات الأمور في بلداتكم أيها المثقفون ؟ ولماذا تقفون مكتوفي الايدي، وكأن ما يجري من أحداث خطيرة في مجتمعنا يحصل في جزيرة مالطه؟، وماذا انتم فاعلون للحد وتقليص العنف المستشري في بلداتكم؟ لماذا تنقصكم روح المبادرة للإصلاح وتوعية أبناء مجتمعكم من ندوات ومحاضرات ونشاطات تربوية؟
أليس حري بكم حمل رسالة تخاطب الشباب وتكونوا مشعل نور يضيء الطريق أمام أبناء مجتمعكم، وتساهموا بمعرفتكم ببناء شخصية الإنسان، بناءً يؤدي الى إشاعة المفاهيم التربوية، والأخلاقية وترسيخ القيم الوطنية في المجتمع؟ ولماذا لا تساهمون في إزالة العوائق التي تقف أمام تطور المجتمع نحو الأفضل ؟ لماذا لا تقفون سدا منيعا أمام الشجارات الإرهابية العائلية، وتنبذون التعصب العائلي والتطرف والعنف، وتكونوا حامين لقيم الخير والعدل والحرية، والعيش المشترك في بلداتكم؟ لماذا لا تكونوا القدوة للشباب الصغار ليقتدوا بكم ؟ فهل صحيح أن المثقف العربي انتمائه ضعيف لشعبه وانتمائه أصبح لعائلته، ولا يكترث بماذا يحصل في مجتمعه؟
وأخيرا وليس آخرا، لي عتب على اخواني المثقفين، فأرجو منكم ان تستيقظوا من سباتكم وتتفاعلوا مع الاحداث في مجتمعكم، وتوقفوا انزلاق مجتمعنا نحو الهاوية، المخدرات منتشرة بشكل واسع بين الشباب ولا احد يوعي الشباب ويحذرهم من استعمالاته المدمرة، وحسب تقرير الشرطة ما يزيد على أربعة مئة الف قطعة سلاح بأيدي العرب بها يقتل العربي أخيه وتستعمل في الشجارات العائلية، وهناك عنف، وفساد وخاوة وانفلات وفوضى، ومجتمع مشتت ومنقسم على نفسه، فماذا انتم فاعلون؟ ارجو ان تقوموا بتنوير شبابنا وتوعيتهم، والمساهمة بإصلاح المجتمع، والتدخل في حل مشكلاته، وارجو ان لا تنزوون عن مجتمعكم وتعيشوا بمعزل عنه، وكأن الذي يدور في مجتمعنا لا يعنيكم مطلقاً ولا يمسكم، ألستم انتم أبناء لهذا المجتمع؟.
 

مقالات متعلقة