الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 22:02

الفكاهة(8) حركة السير/ بقلم: سهام فاهوم غنيم

سهام فاهوم غنيم
نُشر: 21/11/19 13:26

الحلقة الثامنة من الفكاهة الساخرة في العين الساهرة تتركز في سلوكيات السياقة وشجاراتها.
لقد تشاءم العرب في الجاهلية قديمًا من السفر في شهر صفر الهجري.
وبما أن الفكرية الجاهلية عادت الينا , وبسبب ما نراه اليوم فإن صفر ليس شهرا واحدا بل كل الأشهر أصبحت صفر.
إن حوادث الطرق تزيد نسبتها يومًا بعد يوم بشكل يفوق سرعة "عداد الماء ", أما أسبابها فهي عديده.
إن استعمال البيليفون والحشيشه والمشروبات الروحية والمنشطات إضافة إلى "الايجو المنفوخ" وقاعدة" ما بَحَطْها واطيه لحدا" أثناء السياقه, وكذألك مقولة "لن يحدث لي ذألك" إضافة إلى السرعة وعدم التقيد بتعليمات السير او أصلا جهلها كل ذالك من الأسباب الرئيسية لحوادث الطرق خاصة عند جيل العشرينات.
إن السلوكيات في الشارع او في حركة السير تتعلق مباشرة بثقافة وأخلاقيات الشعوب.
قرأت مرة عن حدث حصل في السويد(أكيد قبل موجة الهجرة الشرق أوسطية) أن سيارة أم معها طفلها وقفت على مفترق طرق. عندما ظهرت الشارة الخضراء لم تتحرك السيارة بسبب أن الأم اضطرت لمحادثة طفلها في المقعد الخلفي. في تلك اللحظة لم تتحرك أي سيارة لتسبقها ولم يسمع أي صوت لزمور. بقي الجميع واقفًا حتى تصرفت الأم وتحركت السيارة
تخيلوا لو حدث ذألك عندنا؟ !
إن الأساس في الموضوع هو كيف يتثقف الجيل على الأخذ والعطاء واحترام الغير والعطاء له.
لو نسير مثلاً في شوارعنا لرأينا أن الكثير من البيوت سياراتها مركونة بقرب البيت وليس بداخله مع أن هناك مجالاً لركونها في الداخل, او انه يمكن إدخالها إلى الداخل بإزاحة السور قليلا. نرى بيوتًا عبارة عن قصور من الحجر اليابس الجميل ولكن ليس هناك موقف للسيارات! كذألك هناك شاحنات مركونة بالشوارع لأن السائق لا يريد وضعها في الأماكن المخصصة او لا يريد الدفع عليها في أماكن معينه.
أما الأدهى من ذألك فعندما يركن احدهم سيارته في أماكن بعيده ربما تعيق حركة السير ويسير تقريبا كيلومتر او اكثر لكي لا يدفع عشره شيكل لموقف سيارات لأنه لا يريد أن يكون "فْرَيَرْ". ربما ينهي تدخين علبة كاملة وهو يسير! فمن ارخص العشرة شيكل أم سعر العلبه!
أما ركون السيارات على الرصيف فحدث ولا حرج, حتى أن البعض يغلق مداخل لبيوت تخرج وتدخل اليها السيارات.
أما ما يثير الغرابة حقًا أن يلجأ شخص لشراء عدة سيارات او سيارة ثمينة بتكلفة مئات آلاف الشواقل او قل الحديث بالمليون ليركنها في الشارع!
ومما يثير السخرية والتفكه أن البعض يقضي ساعات في "الجم" لممارسة الرياضة ولكنه غير مستعد للنزول سيرًا على الأقدام لشراء غرض من البقالة القريبة منه, فبسبب أرغفته الخمسة تتوقف حركة السير لمدة ربع ساعة او اكثر!
لا شك أن مجتمعنا يسلك سلوك الغابة, أتدرون ماذا تفعل؟ حتى يحدث التوازن الطبيعي في البيئة تقوم الغابات بحرق نفسها بنفسها, عندها كل الشوائب تزول وتتجدد البذور الجديدة وتنبت من الأرض لتكوين أشجار جديده يانعه والظاهر أن مجتمعنا يحرق نفسه بنفس الطريقة وللغاية ذاتها.
الصورة القلمية الساخرة التالية تعبر عما يحدث في شوارعنا
شواللي حدَثْ وشو اللي صارْ
كلْ الناسْ عَقْلى طارْ
حوادثْ حوادثْ في الشارعْ وِالمَطارْ وِالْقِطارْ
وينْ التفكيرْ وينْ التَدْبيرْ
بَلْكي كُلُّه مْنِ البَطرْ وِالتَبذيرْ
واحدْ سَكرانْ واحدْ تَعْبانْ
واحدْ ضارِبْ نفَسْ وْطَيْرانْ
واحدْ طايرْ عَالدَرَّاجِه وْواحِدْ عَحْصانْ
والبيليفونْ يا هنايا وْسَعْدي فيهْ
ايدْ عَالسْتيرنغْ وْايِدْ وْإصْبَعْ لاقِيهْ
الو سالي خلِّيني بْحالي
الو رَبابْ بُكْرَه عَالبابْ
الو سَماهرْ أنا مْسافرْ
الو هَيْفا بُكْرا بْحيفا
الو الو الو….بوم بوم طاخ طاخ طاخ‼!
وِالسِّتْ بْكَسْدورَه
شو ناطْره دورَه
معْ شورتِ التَنُّورَه
بَدَّا تْكونْ غَنْدورَه
وْمَعْ صُوتا الطَّالِعْ بالسِيَّاره
"خلصْ أُسُكْتو مِثْلِ اوْلادْ الحاره"
خَلُّوني أَتْصَوَّرْ سِلْفي
وْأَقْهَرْ فيها وِلْفي
وِالرُّوجْ بْإِيدْ
والبيليفونْ بْإيدْ
صَفَّتْ هِيِّ وولادْها بينْ الْحديدْ

مقالات متعلقة