الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 14:01

لا تستعجلوا فالطريق طويل وشاق- بقلم: النائب منصور عباس

النائب الدكتور منصور
نُشر: 19/11/19 22:31,  حُتلن: 03:54

النائب الدكتور منصور عباس في مقاله: 

ندرك تمامًا أننا نواجه قوى سياسية إسرائيلية تحمل جميعها مشروعًا صهيونيًا واحدًا. يجتمعون فيه على نواة صلبة من الأفكار والأهداف، ويختلفون بينهم في هوامش المشروع، وفي وسائله والطرق الموصلة إليه

لا أوهام نعيش فيها، ولا أمانيّ نلقيها بين الناس، بل نقارب ونسدد، نجتهد أن نحافظ على وجودنا ورباطنا في وطننا، على هويتنا، على حقوقنا المسلوبة والمنزوعة

تجسيدًا لإرادة الناس المحقة، رفعنا شعار التأثير واستثمار قوتنا التصويتية المليونية، وأكدنا ضرورة الحراك السياسي المبادرة في الساحة السياسية الاسرائيلية، التي طالما أرادونا داخلها شكلًا وخارجها تأثيرًا.

عدد من الناقدين اعتبرنا ابتعدنا عن الموضوع السياسي الوطني، وانزلقنا إلى المطالب المدنية المعيشية، كمحاربة الجريمة، ووقف هدم البيوت، والاعتراف بالقرى العربية في النقب، وزيادة الميزانيات وإيجاد فرص العمل والتنمية والتطوير الاقتصادي في مدننا وقرانا العربية.هذا التوجه اعتبره البعض تنازلًا عن الثوابت، ومسًّا بالكرامة الوطنية، وتهديد للهوية الفلسطينية، وأسرلة فيها ريحة التواطؤ والخيانة.

بنيامين نتنياهو لا يوافق هذا الفهم، ولم يفرح بتوجهنا "المدني" الجديد، بل استشعر خطرًا جديدًا على توجهاته العنصرية والإقصائية، وسعيه الدائم لبث خطاب التحريض والكراهية.

لذلك شنّ حملته التحريضية من جديد، لأنه يدرك تمامًا أن خطاب التأثير والحضور السياسي، ومخاطبة المجتمع اليهودي، بلغة يمكن ان يتقبلها وتؤثر فيه، دون تقديم تنازلات في حقوقنا وروايتنا، سيؤدي حتمًا إلى نهاية حكمه، وسحب البساط من تحت ثقافة الكراهية والعنصرية، تجاه المواطنين العرب.

في هذا الواقع لا أرى فوارق جوهرية، بين التوجهات المختلفة للخطاب السياسي العربي، فجوهر الموضوع أننا نقول؛ نريد أن نعزز مكانتنا كمواطنين أبناء هذا الوطن، ونريد حقوقنا، ونريد أن نكون شركاء في اتخاذ القرار أو التأثير فيه، سواء كان مدنيا أو وطنيا أو حياتيًا أو حقوقيا.
هذا التوجه يناقض الحالة السائدة في إسرائيل خلال سبعين سنة، ويمثل تحديا حقيقيا للتوجهات اليمينية الراهنة في إسرائيل، خصوصًا في ظل هيمنة هذا اليمين في الحكم والمجتمع الإسرائيلي.

نجاح هذا التوجه أو فشله يتطلب منا أن نمضي فيه إلى منتهاه دون تردد، وأن ننجح بإيصال رسائلنا المدروسة، بشكل واضح لجمهورنا العربي وللجمهور الإسرائيلي، برؤية قابلة للتحقيق، دون تأتأة ودون ازدواجية في الخطاب وفي المعايير .
أهدافنا يجب أن تكون واضحة ومحددة، ووسائلنا متنوعة ومناسبة، وتوصل للهدف بنسبة كبيرة أو معقولة.

ندرك تمامًا أننا نواجه قوى سياسية إسرائيلية تحمل جميعها مشروعًا صهيونيًا واحدًا. يجتمعون فيه على نواة صلبة من الأفكار والأهداف، ويختلفون بينهم في هوامش المشروع، وفي وسائله والطرق الموصلة إليه.

لذلك لا أوهام نعيش فيها، ولا أمانيّ نلقيها بين الناس، بل نقارب ونسدد، نجتهد أن نحافظ على وجودنا ورباطنا في وطننا، على هويتنا، على حقوقنا المسلوبة والمنزوعة. نريد تعظيم مكاسب مجتمعنا من الموارد والخير العام، ونريد أن نفتح ثلمة في جدار الرفض الإسرائيلي لحقوق شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال، بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة