الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 22:02

السؤال العالمي لكل مُحتل - بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 15/11/19 17:12,  حُتلن: 17:48

يَعيبون علينا التجاذب الداخلي عبر أسئلة شتى توجه لكل عربي في محاوره المختلفة ، وتعاد وتقذف في وجه أعضاء الكنيست العرب مؤخرا ، متلخصة : بمن كنت لتدعم مواطنتك الاسرئيلية او هويتك الفلسطينية إن تعارضت المصالح !!

سؤال ظاهره البراءة وباطنه الحقد العميق ، سؤال يُراد به ان تتخلى عن هويتك وتنسى تاريخك وتتنازل عن اهلك ودمك ، سؤال ليس له جواب صحيح من وجهة نظرهم ، فان كنت مع هويتك فأنت "طابور خامس" ، وارهابي ، وكافر لنِعمهم ولِمِنَنِهم , وان كنت مع مواطنتك فعليك من جهة أن تُذعن وتتلون وتصرح باعلى صوتك بانك معهم وستُطالب بتنازل من بعد تنازل سيصيب حتما تعاليمك وتقاليدك العربية وديانتك السماوية ، ومن الجهة الاخرى لا يحق لك ان تنتقدهم ولا ان تطالبهم بالمساواة والعدل فانت لست بمرتبة نقائهم ، وفي كلتا الحالتان لن تخرج من دائرة الشك وستبقى ناقص الهوية ومنقوص المواطنة ، الى ان يصل المحتل لاكبر أهدافه وهو إختفاؤك ليختفي بذلك اهم شاهد ناطق على احتلاله .

سؤال لن تجده الا في أفواه مُحتل ، وخاصة مُحتل لم ينهي مهمته بعد ، ولن يوجه إلا الى شعب مُضطهد ولكنه لم ينكسر بعد .. من كنت لتدعم ؛ مواطنتك الاسرئيلية او هويتك الفلسطينية إن تعارضت المصالح ؟ سؤال تريد به أن أختار بين هوية تحتلها وبين مواطنة تُنقِصُها وتُحَقِّرها وتشكك بها دون هوادة ، تريدني أن أختار بين مواطنة فُرضت علينا - على أرضنا - وبين هوية انت لا تعترف بها وتعمل على محيها من الوجود ، تريدني ان أختار بين التِرحال الجسماني وبين الرحيل الروحاني .

ولكن أليس هو حال أغلب الفئات وأكثرية الشعوب ؟ فكل الدول هي خليط من شعوب متعددة ومختلفة الاعراق والاديان ، ولكن أغلبها ليس بمُحتل فلا يواجه بعض خليط تلك الدول كتلك الاسئلة ، ولا يُطلب منه ان يختار او ينحاز .

ولأقرّبها الى واقعنا الراهن ، أليس هناك تعارض بل وتناقض بين ما تؤمن به الاحزاب الدينية اليهودية (חרדים ) وبين معاريف الدولة ؟ ألا ينادوا بعلياء دينهم على دولتهم ؟ الا ينتَهِجون درب آخر معارض في حياتهم وقوانينهن الداخلية حتى وصل الى مناهجهم التعليمية التي فَصَّلوها على مقاس اتباعهم ضاربين بعرض الحائط مناهج الدولة المُتبعة ؟ الا يعارض بعض منهم حتى قيام الدولة لتناقض ذلك مع ما يتنبأ به كتابهم ؟ ألم يفضلوا بذلك ايمانهم على مواطنتهم ! ودينهم على اسرائيليتهم ! ولكنهم غير متهمين اسرائليا كونهم من عرق المُحتل .

ولمن اجاب عن ذلك السؤال جهارا وإختار وتنازل ، هل اسعفتهم اسرائيليتهم كبعض الدروز !

اذا ..فهو سؤال عالمي وجه اليك بعد ان ملك مُحتل ارضك ليفاوضك على إحتلاله لهويتك .. فإحذر وإنتبه .

مقالات متعلقة