الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 23:01

استراتيجية مركبة وحديثة المعالم لمواجهة العنف/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 13/11/19 19:11,  حُتلن: 22:12

خالد خليفة في مقاله:

لا اعلم بالضبط ما مدى نجاعة الإضراب عن الطعام إمام مكتب رئيس الحكومة الذي اقامه نواب المشتركة لمكافحة افة العنف

العنف في الوسط العربي نابع عن اهمال كبير في الاستثمار والميزانيات في التعليم والتربية كما انه ناتج عن زج مجتمع بالكامل الى الهامش الاقتصادي الاجتماعي والمدني في مجتمع سريع التقدم

يتفاقم في خضم هذه الأيام العنف في الوسط العربي، ونستيقظ يوميا على عمليات قتل واغتيال تشمل كافة القرى والمدن العربية بحيث بدت الحياة لا تطاق في هذه قرانا ومدننا. فالعنف ينتشر في كافة المناطق من النقب إلى المثلث والجليل والمدن الساحلية .
أما الصحافة العبرية فبدأت تغطي عمليات القتل. فيوميا تسرد الأرقام ولكن بدون ذكر اسماء الضحايا العرب اللذين يقتلون ولا خلفياتهم.

اما في الوسط اليهودي فانها تذكر وبالتفاصيل الدقيقة ما يحدث من عنف هناك . حيث تذكر الأسماء وتعلو نسبة التضامن مع ضحايا العنف هناك ويمكننا القول اننا . بتنا نعرف أسماء الضحايا اليهود اكثر من الضحايا العرب اللذين تزداد إعدادهم يوميا .
اما النواب العرب فلهم الدور الكبير في اطلاع الشارع الإسرائيلي اليهودي على ما يحدث في الوسط العربي بحيث انهم باتوا يحدثون ضجة كبيره في هذا الشارع تتعلق مثلا بالمطالبة من وزير معروف بأدائه المعادي اتجاه العرب بان يقويقوم بحل ازمة العنف. في وسطنا العربي .

فالإسرار بالمطالبة من الوزير اردان بكبح العنف هي من أهم مسببات زج الشارع الإسرائيلي ضد الوسط العربي ،وفي نفس الوقت فانه يقوله صراحة وبعلانية بان العنف يكمن في عناصر مجتمعنا العربي . واكبر مثال على ذلك الفشل الذريع للاجتماع الذي عقده نواب المشتركة مع هذا الوزير .

فما نلحظه من كافة تصريحاته للإعلام بأنه يتنصل عن مسؤوليته الكبرى من أحداث العنف في الوسط العربي. كما أن الشرطة لا تنبث ببنت شفا وتساعد في كشف لغز الجريمة في الوسط العربي، وهي ترسل دائما سفيرها للوسط العربي المسئول عن الملف العربي الضابط حكروش ابن كفر كنا للدفاع عن الشرطة وللتحدث عن أهمية إقامة مراكز الشرطة في المدن والقرى العربية .
كما تنصلت ايضا الحكومة الانتقالية برئاسة نتنياهو من مسالة ما يحدث في الوسط العربي . وتسكت مجتمعنا العربي باقامة لجنه وزارية لإغفال هذا الموضوع الاستراتيجي .

ولا اعلم بالضبط ما مدى نجاعة الإضراب عن الطعام إمام مكتب رئيس الحكومة الذي اقامه نواب المشتركة لمكافحة افة العنف حيث ان مثل هذا الاضراب يسلط الضوء على ما يحدث في الوسط العربي ويجند الشارع الإسرائيلي للنظر بشكل سلبي على ما يحدث في الوسط العربي . واكبر دليل على ذلك هي الشماتة التي تنبثق عن تغطية العنف في الإعلام الإسرائيلي .
حيث ان ما نراه في الاعلام الاسرائيلي في الآونة الاخيرة هو الفصل التام في تغطية العنف في الوسط العربي عن تغطيته في الوسط اليهودي.
فالعنف في الوسط اليهودي هو انساني نابع عن الحداثة والعلاقات الانسانيه بين الافراد في مجتمع مدني اما تغطيته في الوسط العربي فهو عنف ذا دوافع قبليه ورغبات قتل وانتقام غير مفهومه وواضحة المعالم .

ان العنف في الوسط العربي نابع عن اهمال كبير في الاستثمار والميزانيات في التعليم والتربية كما انه ناتج عن زج مجتمع بالكامل الى الهامش الاقتصادي الاجتماعي والمدني في مجتمع سريع التقدم.
فالمجتمع العربي مهمل وقيادته لا تقوم بواجبها ولاتوضح مسببات العنف لنا كمجتمع انتقالي وللآخرين.او للسلطة الحاكمة المعنية فقط بسيطرة فئة واحدة على الاخرى والكل يعرف ما اعنيه .
اضافة الى ذلك فان مجتمعنا يواجه حوادث العمل التي تحصد الكثيرين حيث ان ضحايا هذا الحوادث تصل الى مئة شخص في العام وحوادث الطرق التي تقتل ايضا في مجتمعنا وتضرب اوزاره وتتركه بعيدا في الخلف.
اننا بحاجه الى استراتيجييه متكاملة لمواجهة الضربات التي تعصف بمجتمعنا من عنف وحوادث طرق تودي بحياة الكثيرين.
انه من الواجب على القيادة أن تضع مثل هذه ألاستراتيجيه لمجتمعنا وتقنع كافة المركبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للعمل بحزم على كبح هذه الآفات الخطيرة ووضع إستراتيجية حديثة المعالم و بالتنسيق مع كافة المركبات لإيجاد حل جذري لما يضرب بالصميم في مجتمعنا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة