الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 08:02

دليلي احتار ... عشرة أسئلة لأقطاب المشتركة/ وديع عواودة

وديع عواودة
نُشر: 11/11/19 11:52,  حُتلن: 15:47

وديع عواودة: 

هل فعلا تأييد مثل هذا الإئتلاف بدعم معين من ليبرمان ينطوي على ثمن سياسي باهظ فعلا ؟ 

دخلت الحلبة السياسية في إسرائيل المرحلة الحاسمة فإما حكومة أو انتخابات ثالثة وسط لغط وجدل كبيرين متوقعين حول دور وخيارات " المشتركة " وبينهما سلة أسئلة وتساؤلات حول موقف النواب العرب بين الموجود والمفقود.

المشتركة تحالف أحزاب وطبيعي ومفيد أن تتنوع وتختلف مواقفها لكن في بعض القضايا الجوهرية تتحول التعددية لفوضى وشرذمة خاصة حينما تتعارض الرؤى داخل الحزب الواحد. في الإعلام العبري بالأساس نسمع ثلاث أربع لغات ومواقف لنواب " المشتركة ".

بخلاف المشتركة الأولى اتفقت المشتركة الثانية على اتخاذ القرارات بالأغلبية لا بالإجماع وبدا مبكرا عدم الالتزام بها وقبل توجه " أزرق- أبيض " بعرض رسمي سارع التجمع الوطني الديموقراطي لإعلان رفضه لـ الكتلة المانعة بعدما رفض التوصية على غانتس أمام رئيس إسرائيل. من جهته " تجاهل " أزرق- أبيض " التجمع ولا يريد دعم نوابه. مع ذلك وحفاظا على وحدة المشتركة ولكشف " أزرق- أبيض " أوراقه كان من المفضل أن يقلل التجمع من تصريحاته فالصمت أحيانا أكثر جدوى طالما لم تتلق " المشتركة " طلبا رسميا لدعم الإئتلاف من خارجه، والمرونة في بعض المواقف شجاعة ومسؤولية ووطنية كبيرة.

وهذا الأسبوع تبين أن الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة تبدي موقفا مغايرا عما صدر عنها وعن بعض قادتها قبل وبعد الانتخابات.
أيمن عودة يدفع من قبل الانتخابات بكل قوة نحو كتلة مانعة لدعم حكومة ضيقة برئاسة بيني غانتس والنائب عوفر كسيف قال في تغريدة في " تويتر " إنه لا يوجد سيناريو تدعم فيه " المشتركة " حكومة غانتس يشارك فيها أفيغدور ليبرمان أحد كبار العنصرية الذي ينعت العرب بالأعداء الخ. وتبعته اليوم زميلته عايدة توما سليمان في تصريحات لإذاعة الجيش. وقالت عايدة توما – سليمان إننا نريد إنهاء فترة نتانياهو والليكود ولكن ليس بثمن شرعنة ليبرمان وسياسته وقيمه.
ممن جهته قال منصور عباس لصحيفة " هآرتس " أمس إن " المشتركة " لا تلغي أي خيار سلفا ولم يعتقب عودة على كل ذلك فيما قال أحمد الطيبي إنه يفضل عدم الإكثار بالتصريحات الإعلامية المتناقضة من قبل نواب " المشتركة " بالذات في الفترة الحالية رافضا التطرق مباشرة لسؤال " هآرتس".
على خلفية كل ما حدث في الانتخابات الأخيرة : هل كان موقف الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة ونائباها عايدة توما سليمان وعوفر كسيف على سبيل المثال سيتغير حيال حكومة ضيقة مدعومة أيضا من قبل ليبرمان لولا تصريحات ليبرمان الأخيرة التي وصف بها نواب " المشتركة " بـ " الطابور الخامس " ؟ هل فعلا هناك اختلاف جوهري بين الحالة الراهنة وبين الحالة التي دفعت الجبهة برئاسة توفيق زياد لدعم حكومة رابين بـ كتلة مانعة ؟ هل اسحق رابين أقل عنصرية بأفعاله وأقواله من ليبرمان ؟ لأي مدى هناك حكمة سياسية بأن نقبل بنوع من التعاون مع غانتس وياعلون واشكنازي ونرفضه مع ليبرمان ؟
أليست " الكتلة المانعة " فكرة جديرة حتى وإن شملت حكومة غانتس دعم ليبرمان مباشرة أو من الخارج مقابل تلبية مطالب هامة للمجتمع العربي ؟ ( مثل خطة حكومية حقيقية لمواجهة الخطر الاستراتيجي المتمثل بـ استشراء العنف والجريمة، تعديل قانون القومية واستعادة مكانة اللغة العربية ومساواة الميزانيات للحكم المحلي واستئناف المفاوضات الجدية لإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية بحدود 1967 ؟ )

هل فعلا تأييد مثل هذا الإئتلاف بدعم معين من ليبرمان ينطوي على ثمن سياسي باهظ فعلا ؟ وهل من الأجدى رفض فكرة " الكتلة المانعة " لوجود ليبرمان بالصورة وانتظار فرصة مماثلة جديدة في السنوات القادمة تكون فيها أحزاب إسرائيلية ليست عنصرية مشاركة في الحكومة ؟؟ أليس مجرد الذهاب لـ برلمان إسرائيل منذ 1949غداة النكبة يقتضي التعامل بمفهوم سياسي مغاير أكثر براغماتية لزيادة فرص تحقيق إنجازات للمجتمع العربي طالما نسدد بذلك ثمنا كبيرا يتجسد باعتراف السكان الأصلانيين بدولة الاحتلال التي قامت على أنقاض فلسطين وببرلمانها ؟

وعلى المستوى الداخلي هل مواقف هؤلاء النواب تعكس فعلا قناعات سياسية بالكامل ؟ لأي مدى هي خالية من اعتبارات وخلافات داخلية بين أقطاب الحزب الواحد وهي خلافات معروفة وليست جديدة ؟

قالت " المشتركة " بكل مركباتها الأربعة وبصوت واحد قبيل الانتخابات إن الهدف الكبير هو إسقاط نتنياهو والبحث عن أفق سياسي جديد والمجتمع العربي استجاب وهرول للصناديق. الآن وبحال عدم الذهاب لـ " كتلة مانعة " واختلطت الأوراق من جديد ألا يزيد هذا الموقف من احتمالات نجاة نتنياهو وربما عودته معبئا بالرغبة من الانتقام من المجتمع العربي ؟ أليس في ذلك إخلاف لوعد " المشتركة " لجمهور ناخبيها ؟ ألم يكن واضحا قبيل الانتخابات الأخيرة بأن استبدال نتنياهو بـ غانتس يحتاج بالضرورة لتعاون معين مع حزب " ليبرمان". هل فعلا كل التصريحات والاتصالات على أنواعها لـ " أزرق- أبيض " مع " المشتركة " كانت وما زالت أو أصبحت الآن مناورة للضغط على " الليكود" ؟ لا أحد يستطيع أن يجزم بوجود هذا الخيار أو عكسه. ربما النية والرغبة لدى " أزرق- أبيض " للتعاون مع " المشتركة " متوفرة من أجل إسقاط نتنياهو وربما تكون هذه فرصة على الورق أو مناورة ولكن ينبغي التعامل معها بجدية وعدم الانهراق والتحمس الزائد من أجلها وبالمقابل عدم الاستخفاف بها لاسيما أن التحديات والتوقعات لدى المجتمع العربي كبيرة وهو ينتظر حلولا وإهمالها بعد الانتخابات فيه خلل ومغامرة سياسيا. لا بديل عن التعامل بحذر وبمنطق وبتروي مع الحالة السياسية الراهنة المعقدة في نطاق الصراع الكبير والتي تحتاج لكياسة في الموقف والأداء دون فقدان الطريق.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com



 

مقالات متعلقة