الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 04:01

حوار مع الحياة/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 10/11/19 09:05,  حُتلن: 22:04

تحاول الحياةُ في زمان البُعدِ
أن تخضَّني على النسيانْ..
فحينما ترى تزاحُمَ الأشواقِ
يحرقُ الحشيشَ الرطبَ
في شِعابِ مُهجتي
تقول لي:
رِفقاً بقلبكَ المنفيِّ
من شواطئ الحنانْ
أقول للحياةِ:
كيف أستعينُ بالنسيانِ
بينما قلبي وروحي يأبَيانْ؟
ألستِ تعلمينَ يا حياةُ
أنني بدونها
أعيشُ في غَياهِبِ السحابِ
دون شمسٍ أو قمرْ؟
بدونها أعيشُ كالعصفورِ
يمخرُ الفضاءَ حائراً
بدون زهرٍ أو شجرْ
لا.. يا حياةُ،
لن أذودَ عنكِ بالنِسيانْ!
بدونها لا طعمَ للحياةْ..
لا شيءَ يملأ الزمانَ والمكانْ..
لا.. يا حياةُ،
أنت تعلمين أنني
أنا الذي تمرَّسَ الإفلاتَ
من نوائبِ الزمنْ..
أنا الذي تكسَّرت على ضُلوعهِ
مخالبُ المِحنْ..
أنا الذي سيزرعُ الأزهارَ
في أرضٍ تئِنُّ تحت وطأةِ الفِتَنْ..
أنا الصبّارُ لا يُضيرهُ اقتلاعُهُ..
أنا بيارةٌ جذورها عنيدةٌ
تظل صلبةً.. عميقةً
في تُربةِ الوطنْ..
أقول للحياةْ:
حبيبتي تظل دائماً حبيبتي..
تظل ملء خافقي
في الحِلِّ والترحالْ..
بعيدةٌ.. شقيّةٌ يافا التي أحبّها..
دوامُ حالِها من المُحالْ..
جميلةٌ، صبورةٌ يافا..
تظل دائماً وفيةً لعهدها
ومهما فرَّقت يدُ الزمان بيننا
ستحتفي مُجدداً بمَجدِ البرتُقالْ.
 

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com


مقالات متعلقة