سهام فاهوم غنيم في مقالها: 

عندما يلجأ الأنسان إلى السلوكيات التي تعتمد على الانفعاليات فهو يخطئ في أحيان كثيرة أما عندما يعتمد على العقل خاصة الراجح منه فإنه يتبع الصواب

المشاكل التي يواجهها مجتمعنا من الاستعمال الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي عديدة وكثيرة

بالرغم من ايجابيات وسائل التواصل الاجتماعي إلا أنها من اكثر المصادر للنزاعات والشجارات وبث الأكاذيب على مختلف أنواعها، حتى انه وصل الأمر إلى أحداث حراكات وثورات ممنهجة وغير ممنهجة عن طريقها.

عندما يلجأ الأنسان إلى السلوكيات التي تعتمد على الانفعاليات فهو يخطئ في أحيان كثيرة أما عندما يعتمد على العقل خاصة الراجح منه فإنه يتبع الصواب.

من خبرتي في الحياة وعملي في التربية والعلوم الاجتماعية توصلت إلى أن معظم الذين يقعون في الأخطاء المتكررة لا يتمتعون بنوع من الذكاء والذي أسميته الذكاء الاستباقي ومعناه أن تضع نصب عينيك جميع النتائج والاحتمالات للعمل او السلوك قبل الشروع فيه. نحن اليوم في وضعية أن هناك شريحة كبيرة من المجتمع تعتمد مقولة "اعمل ثم فكر" والقلة القليلة تعتمد مقولة "فكر ثم اعمل". أما الشريحة الطائشة وخاصة شريحة جيل العشرينات الضائع فتتبع مقولة" اعمل ولا تفكر".

أن المشاكل التي يواجهها مجتمعنا من الاستعمال الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي عديدة وكثيرة.
إن وسائل التواصل الإلكترونية بالرغم من ايجابياتها شجعت الكثيرين على ارتكاب الأخطاء بمعرفتهم او بعدمها, لكن النتائج كانت خطيره مما يتوجب على الجهاز التشريعي سن قوانين جديدة لتلافي او لمعاقبة او الحد من بعض السلوكيات. كثيرة هي الحالات التي يتوجب دراستها بجديه, للتفكه نقول مثلا إن وسائل التواصل هذه شجعت الخيانة على مختلف أنواعها خاصة الزوجية منها فماذا يحدث لو سن قانون يفرض فحص ملائمة نوع فصيلة الدم للوالدين مع الولد او تثبيت الأبوة عن طريق فحص ملائمة الجينات عندما يخلق الطفل؟
كم طفل سيتبين أن والده ليس والده الحقيقي؟
الصورة القلمية الساخرة التالية هي خير تعبير عن فوضى وسائل التواصل الاجتماعي.
يا حَرامْ الناسْ عايْشِهْ بْعالَمْ افْتِراضِي
فِيُّو الْحرامي بِيْصير قاضِي
والشَبْ الطَّفْرانْ مِليونيرْ عالفاضِي
والْصَبِيِّه حِلِمْها أَميرْ خَليجي وْمُشْ عادي
وْمَعْ شْوَيِّةْ بْهَارْ وْقِرْفِي
بِيْصيرْ الْوِجي مِثْلْ القَمَرْ بِالْسِلْفِي
وْهاتْ يا كِذْبْ وْخَيالْ
الِّي كانْ والِّي ما كانْ عَالْبالْ
وْلَكُلْ جَوابْ سُؤالْ وْسُؤالْ
الِّي انقالْ والِّي ما انْقالْ
الشِّهاداتْ المزوره بالدَزِّينِه
وِالْفائضْ منها بالْخَزينِه
والِّي زَمانْ كانتْ تِعجنْ بالطابون عَجينْه
صورةْ اظافرْها اليومْ فيها رَسْماتْ هَجينِه
إِلعَجوزْ صارتْ صَبيِّة
وْبِنْتْ الهوى يا عيني عَفيفه وْنَقيِّه
بْتِتْصَدرْ الهِشتاجاتْ والفاشِنِسْتاتْ
وْبِتْغني في الموالِدْ تَهاليلْ وْموَّالاتْ
وِبْتِقْبَضْ لَتِصْرِفْ حْوالاتْ دولاريِّه وِحْوالاتْ
وْسَفيرةْ نوايا حَسَنِهْ بْتِدْفَعْ صَدَقاتْ
وْطَبْعًا عِدُّولْها بالملايينْ اللايكاتْ والصَّداقاتْ
هدا هو اليومْ الأيْقوناتْ للبَنُّوتاتْ وِالْعَمَّاتْ وِالْخالاتْ
وْدُكْتوره مَشْهوره وْشاطْرِه وْزَكِيِّه لايْكاتْها بَسْ بالعشرات
كلُّو بيْقولْ آه شوفيها؟
يا عالَمْ إصْحو وْشوفو الْهاوْيِه اللي إحْنا فيها‼!
الجْروباتْ كلُّه يا عيني بِحِبْ بَعْضُهْ
وْلَمَّا بْيِجْتِمْعوا في الحقيقه كلْ واحدْ للتاني كَلِبْ بيْعضُّه
أما الحُبْ والغرامْ بينْ الصبايا والشبابْ فَبِالشْوالاتْ وَلْكيلُواتْ
عالفيس بوك كلُّه بِيْحِبْ كلُّه بِيْخونْ مِنْ مِتْجَوْزاتْ وْعَزَّابِيَّاتْ
يالله ما هو الحُبْ صارْ مِثلْ نَسْماتْ الْهَوى الْعابْراتْ
وْفي الكوفي شُوبْ هَمْسْ وْلَمْسْ وْكَمْ كِلْمِه حِلْوه وْحُلْوَياتْ
وْبَعْدينْ كلُّه بِيْروحْ يْفَتِّشْ على اكْثَرْ مُغْرِياتْ وْمُغْرَياتْ
كُلُّه مَسموحْ وْما في ممنوعْ على الشاشاتْ
حتى الجِنْس الممنوعْ صار من المُحَلَّلات
وِصارْالْبِنْتْ ما في حاجِه تْكونْ سُحاقِيِّه حتى تْنامْ مع الصاحبات
شو افْرَقْ الْبَشَرْ عنْ الدْيوكْ والْجاجاتْ
الْفَرْقْ إنُّو الدْيوكْ والْجاجاتْ بالْقِنْ والنَّاسْ والْبَشَرْ عَالشَّاشاتْ
يا ناسْ الجيزهْ عالفيس بوك والطَّلاقْ عَالْوتسأَباتْ
وْبِيْقولو ليشْ الْعيلِه بْتِتْفَكَّكْ يا خَوَجاتْ
لا في عِيله ولا بيله بَسْ في أفراد بْمَجْموعاتْ !
صارْ كُلْ إشي عِنَّا مكشوفْ وْمَعروفْ يا ساداتْ
كلْ هدا عشانْ نْضَلْ جَهَلِه وْحَميرْ مع ايجو منفوخْ
وْما نْفَكِّرْ بالعميقْ باللي بِيْدورْ في العالم المَدْبوحْ
لِأنُّه العَصِرْ هدا عَصِرْ فِكْرْ اللافِكِرْ المَنْسوخْ
ممنوعْ تْفَكِّرْ بَسْ كُلْ وْإشْرَبْ وْأُرْقُصْ وْنامْ
وْزادوا عَلينا الفيسْ بوكْ والانستغرامْ
هاي حالْنا وِحْوالْنا والله هَيْدا حَرامْ
كُلُّهْ عشانْ نْضَلْ عَبيدْ فِكِرْ وْأَغبياءْ وْخُرْفانْ للحِيتانْ
طَبْعاً ما إحْنا مِثِلِ الْعصافيرْ اللِّي عايشينْ على فُتاتْ الغِرْبانْ 

*  سهام فاهوم غنيم - باحثة اجتماعية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com